النور للمعلومات: معارك

404

الصفحه التي تبحث عنها غير موجوده

غزوة بني المصطلق

0
غزوة بني المصطلق 
غزوة بني المصطلق أو غزوة المريسيع تعد من الغزوات المهمة في حياة المسلمين في عهدهم الأول؛ لأنها كانت مرتعًا خصبًا للمنافقين، حيث اتخذوا فيها صنوفًا من الكيد للإسلام والمسلمين، ولنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، فقد حاولوا تمزيق وحدة المسلمين بإيجاد الشقاق بين المهاجرين والأنصار، وإعادة النعرة الجاهلية، كما وقعت فيه حادثة الأفك .

أسباب الغزوة 
بنو المُصْطَلِق هم فرع من خزاعة، والمُصْطَلِق جدهم، وهو جذيمة بن سعد بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر ماء السماء، وسبب غزوة بني المصطلق أنّ سيد بني المصطلق الحارث بن أبي ضرار قد قام بتجهيز قومه والمؤيدين له من العرب وإعدادهم وجمعهم لحرب المسلمين؛ فلمّا علم النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بذلك خرج من المدينة المنورة إليهم على رأس جيش المسلمين، ويضاف إلى ذلك أنّ بني المصطلق كانوا من الذين شاركوا قريشًا في حربها ضد المسلمين في معركة أحد، وأنّهم قد قاموا بالسيطرة على الخط الرئيسي المؤدي لمكة؛ فشكلوا بذلك حاجزًا منيعًا يمنع امتداد نفوذ المسلمين إلى مكة.

الأهداف
تتضح مما سبق ذكره أهداف غزوة بني المصطلق؛ إذ إن خروج النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لحرب بني المصطلق كان بهدف مباغتتهم قبل وصولهم إلى المسلمين؛ للتخلص من شرهم وعدوانهم، ووضع حد لمحاربتهم للإسلام، ومعاداتهم للدعوة الإسلامية، وقد تحققت أهداف غزوة بني المصطلق؛ إذ تفاجأ العدو بجيش المسلمين على خلاف ما خطط له، وقد كان النصر حليف المسلمين، حيث نصرهم الله -سبحانه وتعالى- على عدوهم في هذه الغزوة، وكان لغزوة بني المصطلق آثار مباركة على الدعوة الإسلامية أسهمت في إعزاز المسلمين؛ إذ دخل بعدها قوم بني المصطلق في الإسلام، إضافةً إلى كشف نفاق المنافقين وتقوية صفوف المسلمين.

أحداث الغزوة 
أرسل النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بريدة بن الحصين الأسلمي إلى بني المصطلق؛ للتأكد من نيتهم غزو المسلمين، وقد أظهر لهم بريدة أنه جاء لعونهم ومساعدتهم، فلمّا تأكد من قصدهم وتجهيزاتهم، عاد إلى المدينة المنورة، وأخبر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بذلك، فخرج النبي -عليه الصّلاة والسّلام- في شهر شعبان من السنة الخامسة للهجرة في سبعمائة مقاتل وثلاثين فارسًا متوجهًا إلى بني المصطلق، ولمّا كان بنو المصطلق ممن بلغتهم دعوة الإسلام، وممن اشتركوا مع الكفار في غزوة أحد، وكانوا يجمعون الجموع، ويعدون العدة لحرب المسلمين؛ فقد أغار عليهم النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وهم غافلون، وفي ذلك روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر: "أن النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم -أغارَ على بني المُصْطَلِقِ وهم غارُّونَ، وأنعامُهم تُسقَى على الماءِ، فقَتَل مُقاتِلَتَهم، وسَبَى ذَرارِيَهُم"،  وقد انتصر المسلمون في هذه المعركة التي كشفت عن حقد المنافقين على المسلمين؛ حيث أغاظهم انتصار المسلمين، فسعوا في إثارة الفتنة بينهم عن طريق إثارة النعرات بين المهاجرين والأنصار، ولمّا فشلوا في ذلك سعوا إلى إيذاء رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في نفسه وأهل بيته، من خلال اختلاق حادثة الإفك، وما نشروه من شائعات حول ذالك.


النتيجة
كان من نتائج غزوة بني المصطلق تزوج النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من جويرية بنت الحارث –رضي الله عنها- زعيم بني المصطلق، وقد كان هذا الزواج سببًا في إسلام قوم بني المصطلق؛ فبعد زواج النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها- حرر الصحابة -رضي الله عنهم- الأسرى و ردوهم إلى أهلهم بعد أن تملكوهم باليمين في قسم الغنائم؛ حيث استكثروا على أنفسهم أن يتملّكوا أصهار نبيهم عليه الصّلاة والسّلام، وقد فعل الصحابة ذلك حبًا في النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وتكريمًا له وإكبارًا لشخصه العظيم. وقد كان لهذا العتق الجماعي أكبر الأثر في نفوس بني المصطلق، وسبب في إسلامهم جميعًا، الأمر الذي قوى شوكة المسلمين، وزاد في عددهم ونفوذهم، كما كان من نتائج غزوة بني المصطلق كشف نفاق المنافقين، وإحباط مؤامراتهم تجاه المسلمين، والتفاف المسلمين حول النبي -عليه الصّلاة والسّلام- وكذلك إحباط محاولة المنافقين النيل من بيت النبوة الكريم في حادثة الإفك، وتبرئة أم المؤمنين الصديقة ابنة الصديق السيدة عائشة -رضي الله عنها- مما نسبه إليها بعض المنافقين وتمت إشاعته بين النّاس في المدينة المنورة، فأنزل الله -سبحانه وتعالى- براءتها في القرآن الكريم وفي ذلك أعظم شهادة وأكبر تكريم.





غزوة بني قريظة

0
غزوة بني قريظة
هي غزوة قادها النبي محمد في السنة الخامسة للهجرة على يهود بني قريظة في المدينة المنورة انتهت باستسلام بني قريظة بشرط التحكيم فحكم عليهم سعد بن معاذ الذي طلب بنو قريظة من رسول الله أن يحكمه فيهم لأنه كان حليفاً لهم في الجاهلية فحكم فيهم بقتل الرجال وسبي الذراري وتقسيم أموالهم وأراضيهم على المسلمين.

أسباب الغزوة 
تعدُّ غزوة بني قريظة من الغزوات الشهيرة في تاريخ المسلمين، فقد وقعتْ بعد غزوة الأحزاب أو غزوة الخندق، وفي ذلك الوقت كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على عهدٍ مع اليهود، فقد عاهدهم منذُ أن وصل إلى المدينة المنورة ولكنَّهم كعادتهم دائمًا كانوا كلما سنحت لهم فرصةٌ يغدرون بالمسلمين، وفي غزوة الأحزاب كانت قريش وحلفاؤها يحاصرون المسلمين في المدينة وأثناء اشتداد المعركة غدر بنو قريظة بالعهود والمواثيق التي عاهدوا عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان هذا السبب الرئيسي وراء غزوة بني قريظة، فبعدَ أن طالت فترة حصار المسلمين من قبل الأحزاب، فقَدَ المشركون الأمل في اقتحام المدينة من جهة الخندق الذي حفره المسلمون أمام المدينة، فقرَّرَ قادة الأحزاب أن يدخلوا على المسلمين من المكان الذين يعتبرونَه آمنًا أي من جهةِ حصن بني قريظة، فذهب حَيي بن أخطب ومعه بعض قادة اليهود إلى بني قريظة وطلبوا منهم أن ينضموا إلى الأحزاب وكان قد استقبلهم سيّدُ بني قريظة كعب بن أسد، وبعد حديثٍ طويلٍ انضمَّ بنو قريظة إلى الأحزاب وغدروا بالمسلمين. فأرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سعد بن معاذ وسعد بن عبادة ومحمد بن مسلمة ليتحققوا من صحة الخبر، فلما ذهب الثلاثة وجدوا أنَّ الخبر صحيح وتيقَّنوا من ذلك النبأ، لكنَّ الله تعالى هزمَ الأحزاب ومزَّقهم شرَّ ممزَّق عندما هبَّت عليهم ريحٌ عاتيةٌ اقتلعت خيامهم وشتَّتهم فانقلبوا خاسرين، وكما روت السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنَّه لما رَجَعَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- مِن الخَنْدَقِ، ووضعَ السلاحَ واغتَسَلَ، أتاه جبريلُ -عليه السلام-، فقال: قد وضعْتَ السلاح! والله ما وضعناه، فاخرُجْ إليهم. قال: فإلى أين؟، قال: ها هنا، وأشارَ إلى بني قُرَيْظَةَ، فخرَجَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إليهم غازيًا.


أهداف الغزوة 
عندما اشتدَّ حصار قبائل قريش وحلفاؤها على المسلمين في المدينة المنورة في غزوة الخندق أو غزوة الأحزاب غدر يهودُ بنو قريظة بالمسلمين وتحالفوا مع الأحزاب ظنًّا منهم أنَّ نهاية المسلمين قد حانت، لكنَّ الله تعالى أرسل ريحًا شديدةً عاصفةً زلزلت الأرض من تحت أقدام الأحزاب المشركين وشتَّت شملهم ومزَّقت جمعهم فانقلبوا إلى ديارهم مهزومين، فكانت غزوة بني قريظة ردَّ فعل طبيعيٍّ قام به المسلمون تجاه قبيلة بني قريظة اليهودية، وفيما يأتي أهمِّ أهداف غزوة بني قريظة: طاعة الله تعالى والتزام أوامره، فقد أتى أمر الله تعالى بغزو بني قريظة، فقد روت السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنَّه لما رَجَعَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- مِن الخَنْدَقِ، ووضعَ السلاحَ واغتَسَلَ، أتاه جبريلُ -عليه السلام-، فقال: قد وضعْتَ السلاح! والله ما وضعناه، فاخرُجْ إليهم. قال: فإلى أين؟، قال: ها هنا، وأشارَ إلى بني قُرَيْظَةَ، فخرَجَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إليهم غازيًا . معاقبة يهود بني قريظة على غدرهم بالمسلمين. الردّ على اعتداءات اليهود المتكررة، خاصّةً عندما ترك المسلمون ديارهم وانشغلوا بالدفاع عن المدينة وحاول بعض اليهود اقتحام حصن المدينة، قال تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} . تطهير المدينة المنورة من شرِّ ورجس اليهود وطردهم منها. إظهار قوَّة وشوكة المسلمين بأنَّهم قادرون على قلب الحصار إلى نصر عظيم منَّ الله تعالى به على المسلمين.
أحداث الغزوة 
كانت غزوة بني قريظة امتداداً لغزوة الأحزاب (غزوة الخندق)، حيث إنّ يهود بني قريظة كانوا يمثلون الطرف الثالث من الاتحاد العسكري الذي قام لسحق المسلمين والقضاء عليهم، وأمر الرسول عليه الصلاة والسلام بلال بن رباح رضي الله عنه أن ينادي الجيش قائلاً: (من كان سامعاً مطيعاً فلا يصلين العصر إلّا في بني قريظة)،وعندما عزم الرسول التحرك بجيشه أمر علي بن أبي طالب أن يحمل اللواء وأن يكون في مقدمة الجيش، حتّى يصل إلى ديار بني قريظة قبل وصول عامة الجيش، وعند وصوله غرز اللواء فعلمت قريظة أنّها الحرب، وتقدمت كتائب الإسلام بقيادة الرسول عليه الصلاة والسلام حتّى أحاطت بمواقع بني قريظة وحاصرتها من كلّ مكان، وقامت القوات الإسلامية بوضع أيديها على كلّ مزارعهم الواقعة خارج حصونهم، وبعد حصار استمر أكثر من عشرين يوماً بدأ اليهود يشعرون بالخوف والقلق الشديدين، وعرفوا أنّ المسلمين لن ينسحبوا إلّا بالهجوم عليهم أو باستسلامهم، فقام اليهود بعدّة محاولات للوصول إلى اتفاق مع المسلمين، ولكنّها باتت بالفشل فلم يقبل المسلمون أيّاً من اقتراحاتهم، وبدأ المسلمون يشعرون بالتعب، وذلك لأنّهم بقوا في البرد والعراء طوال فترة الحصار، فقرروا الهجوم وعندما تحركت الجيوش طلب اليهود الاستسلام دون قيدٍ أو شرط.
نتائج الغزوة 
قام المسلمون باعتقال رجال اليهود وقيدوهم، وقاموا بوضع النساء في معزلٍ عن الرجال، وطُلب من سعد بن معاذ أن يحكم باليهود، فكان حكمه عليهم بأن يُقتل رجالهم، وتُسبى نساؤهم، وتقسم أموالهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد حكمْتَ فيهم بحكمِ الملكِ من فوقِ سبعِ سمواتٍ)، ثمّ حفرت لهم خنادق في سوق المدينة، فكانوا يدفنوهم جماعات جماعات، فكانت تضرب أعناقهم في الخنادق جزاء ما ارتكبوه بحق المسلمين من الغدر والخيانة الكبرى، فقالوا لرئيسهم كعب بن أسد: (ما تراه يصنع بنا يأخذنا أفواجاً أفواجاً قال لهم أفي كلّ موطن لا تعقلون، أما ترون الداعي لا ينزع والذاهب منكم لا يرجع هو والله القتل)، ووجد المسلمون في حصونهم ألفاً وخمسمائة سيف، وألفين رمح، وثلاثمئة درع، وخمسمئة ترس، وتمّ توزيع الغنائم بين المسلمين، هكذا تمّ استئصال أفاعي الشر، والغدر، والخيانة الذين نقضوا العهد.


غزوة خيبر

0
غزوة خيبر
قاد رسول الله صلى الله عليه وسلم جيوش المسلمين البالغ عددها ألفاً وثمانمئة مقاتل في غزوة خيبر للقتال مع جيوش يهود خيبر والبالغ عددهم ألفاً وأربعمئة مقاتل بقيادة مرحب بن أبي زينب، ويصادف وقوع غزوة خيبر في شهر محرم في السنة السابعة للهجرة، سنة 628م، وانتهت بانتصار جيوش المسلمين على اليهود.






أسباب الغزوة 
وقعت غزوة خيبر سعياً من المسلمين لإيقاف أذى يهود خيبر المتمثل بإثارة الفتن وتشجيع بني قريظة على خيانة العهد مع المسلمين، فتوّجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مدينة خيبر ليوقف يهود خيبر وقبائل نجد عند حدهم، حتى تعيش المنطقة بهدوء وأمن وسلام تام، وحتى يضمن للمسلمين العيش بسلام والتخلص من الصراعات الدامية والتفرغ لنشر الدين الإسلامي ودعوة القبائل إليه.


أهداف الغزوة
إنَّ الحديث عن أهداف أي غزوة قام بها المسلمون بقيادة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هو حديث متشابه بعض الشيء، لأنَّ أهداف المسلمين من أي غزوة هي نشر هذا الدين العظيم، ولكنَّ النظر والتمعّن في أحداث غزوة خيبر على وجه الخصوص سيمكّن من حصر أسباب هذه الغزوة في البنود الآتية:  أوّلًا: القضاء على الوجود اليهودي في خيبر شمال المدينة، خاصّة بعد أن شارك اليهود في تحالف الأحزاب الذي هاجم المدينة في غزوة الأحزاب. ثانيًا: بسط سيطرة المسلمين على المدينة المنورة وتعزيز الثقة بأنفسهم وكسر شوكة اليهود المتحصِّنين في حصون خيبر. ثالثًا: الاستمرار في نشر الدين الإسلامي وإعلاء كلمة الله -سبحانه وتعالى- التي خرجَ المسلمون على كلِّ الغزوات في سبيلها. رابعًا: الاستفادة من القدرة الاقتصادية لخيبر وخاصة تمور خيبر.
أحداث الغزوة 
عسكر جيش المسلمين في ليلة اليوم الذي بدأ فيه الهجوم على خيبر قرب مدينة خيبر، وفي الصباح عندما رأى أهل خيبر جيوش المسلمين أصابهم الفزع والخوف، وعادوا إلى حصونهم وقالوا: "محمد والخميس" والخميس يعني الجيش، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، خَرِبَتْ خيبرُ، إنا إذا نزلنا بساحةِ قومٍ فساءَ صباحُ المنذرينَ" ، وبدأت المعركة وبعد عدّة محاولات للدخول إلى حصون خيبر، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: "لأعطينَّ هذه الرايةَ رجلًا يحبُّ اللهَ ورسولَه، يفتح اللهُ على يدَيه" ، فأعطى رسول الله الراية لعلي بن أبي طالب الذي كان يشتكي من الرمد في عينيه فتفل رسول الله في عينيه فشُفي بأمر الله تعالى وأعطاه رسول الله الراية، وقال له: "انْفُذْ على رِسْلِكِ حتى تنزلَ بساحتِهِم، ثمَّ ادعُهُمْ إِلى الإسلامِ، وأَخْبِرْهُمْ بما يَجِبُ عليْهِم مِنْ حقِّ اللهِ فيه، فواللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بكَ رجلًا واحدًا، خيرٌ لَكَ مِنْ أنْ يَكُونَ لَكَ حمرُ النَّعَمِ" . وعنما رأى اليهود جيش المسلمين فرّوا إلى حصونهم فهاجم المسلمون الحصن الأول من حصون خيبر الثمانية وهو حصن ناعم الذي كان خط الدفاع الأول لخيبر وكان في هذا الحصن رجلٌ يُدعى مرحب وهو أحد فرسان اليهود في خيبر، ولأن من عادة العرب أن تكون قبل الحرب بعد المبارزات، خرج مرحب يطلب مبارزًا من جيش المسلمين، فخرج إليه علي بن أبي طالب وهو يردد أبياته الشهيرة التي يقول فيها: أنا الذي سمتني أمي حَيْدَرَة كلَيْثِ غابات كَرِيه المَنْظَرَة أُوفيهم بالصَّاع كَيْل السَّنْدَرَة فقاتله عليٌّ -رضي الله عنه- وقتله، وبدأ القتال الشَّرِسُ حول حصنِ ناعم الذي انتهى بانهيار قوات اليهود بعد قتال دام لأيام متعددة، فهُزِمَ اليهود في معركة هذا الحصن وخرجوا منه وتسللوا إلى حصن الصَّعْب ودخل جيش المسلمين حصن ناعم، وتابع المسلمون اقتحام الحصون في غزوة خيبر مهاجمين حصن الصّعب الذي كان شديد المناعة أيضًا، فهاجمه المسلمون بقيادة الحباب بن المنذر الأنصاري، وحاصر المسلمون الحصن ثلاثة أيام، وفي اليوم أمر سول الله الجيش باقتحام الحصن، فكان للمسلمين من كان حيث فتحوا حصن الصَّعْب أيضًا بعد حصن ناعم، فانتقل اليهود إلى من الحصون وتمركزوا في قلعة الزبير، وهي قلعة عالية منيعة لا تطالها الخيول ولا يصلُ إليها الرجال، فحاصرها رسول الله ثلاثة أيام قبل أن يجيء إليه رجل من اليهود ويقول له: "يا أبا القاسم، إنك لو أقمت شهرًا ما بالوا، إن لهم شرابًا وعيونًا تحت الأرض، يخرجون بالليل ويشربون منها، ثم يرجعون إلى قلعتهم فيمتنعون منك، فإن قطعت مشربهم عليهم أصحروا لك" ففعل رسول الله ما قال هذه الرجل وقطع عن اليهود في قلعة الزبير الماء، فاضطروا إلى الخروج وحدثت معركة عنيفة على باب القلع انتهت بانتصار جيش المسلمين وفتح القلعة بفضل الله تعالى وقوته. وبعد قلعة الزبير نقل اليهود تمركزَ قواتهم إلى قلعة أبي، فحاصرها المسلمون، فطلب رجلان من اليهود المبارزة مع رجال المسلمين فكان لهم ما كان وقُتلا على يد رجلين من المسلمين وكان أحد هذين الرجلين أبو دجانة الأنصاري صاحب العصابة الحمراء الذي أسرع إلى اقتحام قلعة أبي بعد قتله اليهودي في المبارزة فدخلها جيش المسلمين بعد قتال عنيف دام ساعات، انتصر فيه المسلمون على اليهود، وهرب اليهود من قلعة أبي إلى حصن النِّزار وهو الحصن الأخير في القسم الأول من خيبر، وقد حاصر المسلمون حصن النزّار حصارًا شديدًا، وعندما عجز المسلمون على اقتحام حصن النزار أمر رسول الله بضرب الحصن بالمنجنيق، فضعفت جردان الحصن من ضربات المنجنيق ففرَّ رجال اليهود من حصن النِّزار تاركين أطفالهم ونساءهم للمسلمين، وبهذا الفتح سيطر المسلمون على القسم الأول من خيبر، وقد هرب اليهود من الحصون الصغيرة بعد فتح الحصون الكبيرة على يد المسلمين وتحصنوا في القسم الثاني من خيبر. وبعد أن استقرّ القسم الأول من خيبر لرسول الله، اتجه جيش المسلمين في غزوة خيبر إلى القسم الثاني من المدينة، القسم الذي فيه حصن القمُوص، وحصن بني أبي الحُقَيق، وحصن الوطيح والسلالم، وكلُّ هذه الحصون تحصّن بها اليهود تحصُّنًا منيعًا، فحاصرها جيش المسلمين أربعة عشر يومًا كاملة، وعندما لم يجدِ الحصار نفعًا، همَّ جيش المسلمين بنصب المنجنيقات لضرب الحصون، فطلب أهل خيبر الصلح مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فأرسل اليهود في الحصون ابن أبي الحُقيق إلى رسول الله، فصالح ليحقن دم من في الحصون من اليهود، مقابل أن يخرج اليهود من حصونهم ويخرجوا من خيبر كلها ويتركوا للمسلمين الأراضي والرزق والذهب والفضة وكلَّ شيء، فتم الصلح وتم فتح خيبر بأمر الله سبحانه وتعالى وحولِهِ وقوَّتِهِ. 



نتائج الغزوة 
سقط ستة عشر شهيداً من جيوش المسلمين في ساحة المعركة، وبلغ عدد قتلى يهود خيبر أكثر من ثلاثة وتسعين قتيلاً، وكان النصر حليف المسلمين، وبعد أن سمع يهود تيماء بنبأ انتصار المسلمين واستسلام يهود خيبر بادروا بطلب الصلح من الرسول صلى الله عليه وسلم ووافق على ذلك ومنحهم كتاباً ينص على :"هذا كتاب محمد رسول الله لبني عاديا، أن لهم الذمة، وعليهم الجزية.




فتح مكة

0
فتح مكة
فتح مكة غزوة وقعت في العشرين من رمضان في العام الثامن من الهجرة استطاع المسلمون من خلالها فتحَ مدينة مكة وضمَّها إلى دولتهم الإسلامية.


أسباب الفتح 
حدث فتح مكة نتيجة حدوث عدة أسباب، وهي كالآتي: نقض أحلاف قريش (بنو بكر) معاهدة الصلح مع المسلمين. اعتداء بنو بكر على أحلاف المسلمين (بني خُزاعة). اختيار أهل قريش لاقتراح المواجهة والقتال مع المسلمين، ولكنَّهم ندموا على هذا الاختيار.

أقسام الجيش في فتح مكة 
قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتقسيم جيش المسلمين في فتح مكة إلى أربع فرق، وذلك على النحو الآتي: الفرقة الأولى التي دخلت مكة من أعلاها، وكانت بقيادة الزبير بن العوام. الفرقة الثانية التي دخلت مكة من أسفلها، وكانت بقيادة خالد بن الوليد. الفرقة الثالثة التي دخلت مكة من الشرق، وكانت بقيادة أبي عبيدة عامر بن الجراح. الفرقة الرابعة التي دخلت مكة من الغرب، وكانت بقيادة قيس بن سعد بن عبادة.

أحداث الفتح 
خرج الرسول صلّى الله عليه وسلّم وجيشه والقبائل العربيّة المسلمة من المدينة المنورّة إلى مكة المكرمة، ومنح الرسول أبا رهم الغفاري خلافة المدينة، وفي منطقة الجحفة كان آخر المهاجرين العباس بن عبد المطلب وعائلته وماله، أمّا أول المهاجرين فكان أبو سلمة، وكان هذا الفتح في شهر رمضان المبارك؛ ولذلك أمر الرسول جيشه بالإفطار، حتّى يقدرون على قتال أعداء الإسلام، كما وأمر جنوده بإشعال النيران؛ وذلك من أجل إخافة قريش، فأشعلوا 10.000 شعلة نار، وتمكنوا من الوصول إلى منطقة مر الظهران، وقريش لا تعلم شيئاً عنهم. ويُشار إلى أنَّ العباس كان رحيماً بأهل قريش؛ إذ ذهب إليهم ليلاً، وأخبرهم بأمر الجيش، وطلب منهم الاستئمان بالرسول صلّى الله عليه وسلّم، وقابل العباس أبا سفيان، وأخبره بقدوم جيش المسلمين بقيادة نبي الأمة، فما كان على أبي سفيان إلّا أن يدخل مع العباس إلى مُعسكر المسلمين، وطلب الأمان من الرسول، وعرض عليه الرسول الإسلام، ويتردد في ذلك، ثمَّ شهد شهادة حق، وكان أبا سفيان يُحب الفخر؛ ولذلك جعل له رسولنا الكريم فخراً؛ إذ قال الرسول صلوات ربي وسلامه عليه: ((من دخل دارَ أبي سفيانَ ؛ فهو آمِنٌ ، قالوا : ويلك وما تُغني دارُك ؟ ! قال : ومن أغلق بابَه ؛ فهو آمِنٌ ، ومن دخل المسجدَ ؛ فهو آمِنٌ . فتفرَّق الناسُ إلى دُورهم ، وإلى المسجدِ)). وأمر الرسول جيشه بشن حرب نفسيّة على أبي سفيان، وذلك لينقل صورة الرعب والخوف إلى قريش، وبالتالي تضعف قوتهم ومقاومتهم للمسلمين، ويجدر بالذكر إلى أنَّ الحرب النفسيّة دخلت إلى قلب أبي سفيان عندما استوقفه العباس عند مضيق وادي مر الظهران، ورأى جيش المسلمين العظيم، فزاد رعبه لكبر عدد الجيش وقوته، وقال: والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيماً.

نتائج الفتح 
إنَّ نزع مكة المكرمة من أيدي الكفار وبراثن الشرك ودخولها في حمى الإسلام لهي أولى نتائج فتح مكة وفوائدها، وثاني هذه الفوائد تتمثل في تقوية شوكة المسلمين الذين كانوا مستضعفين في مكة، ورفع سيف الكفر الذي كان مسلطًا على رقابهم، واهتزار صورة قريش ورهبتها في أعين القبائل التي كانت تمتنع عن دول الإسلام حتى تعلم ما تؤول له أمور قريش، وقد زاد بهذا الفتح ثقة المؤمنين بوعد الله تعالى بدخول البيت والطواف فيه.



غزوة مؤتة

0
غزوة مؤتة 
معركة أو غزوة أو سرية مؤتة واحدةٌ من المعارك الإسلاميّة التي وقعت أحداثُها في عهدِ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- خارج حدود شبه الجزيرة العربية، وقد أجمع المؤرخون في كتب التاريخ والسير إلى إطلاق مسمى غزوة على هذه الواقعة على الرغم من عدم مشاركة النبي -عليه الصلاة والسلام- فيها؛ نظرًا للنتائج المهمة التي غيرت تاريخ المنطقة؛ إذ كانت بوابة دخول الإسلام إلى بلاد الشام والعراق ومنها للعالم بأسره، والجدير بالذكر أنّ مصطلح غزوة في التاريخ الإسلامي يُطلق على الحروب التي شارك فيها النبي الكريم عدا ذلك فهي معارك وسرايا وبعوث.

سبب غزوة مؤتة
كان السبب المباشر لأحداث غزوة مؤتة يكمنُ في إرسال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الوفود، والرسل إلى الأراضي المجاورة بعد صلح الحديبية؛ حتى يدعوهم إلى الإسلام، ويعرّفهم به، وكان من ضمن الرُّسل المرسلة إلى الأقوام والقبائل الصحابي الجليل الحارث بن عمير الأزدي -رضي الله عنه-، والذي أرسله النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أمير بُصرى، وحينما وصل الحارث إلى أرض البلقاء في الشام، أسره شرحبيل بن عمرو الغسّاني، وهو مستخلف من القيصر في تلك البقاع، فاعتقله، وشدّ وثاقه حتى قتله على الرغم من أنّ قتل الرسول يُعَدُّ من الجرائم العظيمة التي تُسَبِّبُ إعلان الحرب، فلمّا بلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- خبر قتل الحارث، غضب غضباً شديداً، وأمر بتجهيز جيش؛ لقتال الروم، والأخذ بثأر الحارث -رضي الله عنه-.

أحداث الغزوة 
انطلق الجيش الإسلامي بقيادة زيد بن حارثة -رضي الله عنه- من المدينة بإتجاه الشام حتى وصل إلى معان -مدينة أردنية حاليًا- بعد رحلةٍ شاقةٍ وطويلة ليتفاجأ الجيش بأن التحالف الرومي العربي قد حشد لهم ما يربو على مائتي ألف مقاتلٍ رغبةً من كليهما في القضاء على الإسلام واجتثاث المسلمين من شبه الجزيرة العربية للأبد. ، وقد عقد جيش الإسلامي مجلسًا استشاريًّا مصغرًّا لاتخاذ قرارٍ بشأن المواجهة مع تجمع الروم والعرب وتمخض ذلك المجلس عن ثلاثة آراءٍ: إرسال رسالةٍ إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام- في المدينة شارحةً الوضع في أرض المعركة وانتظار قراره بالمدد أو الانسحاب أو القتال. انسحاب الجيش كاملًا من المعركة لعدم التكافؤ. القتال وعدم التراجع. وبعد المداولة بين الصحابة استقرّ رأيهم على خوض المعركة، على الرّغم من عدم التكافؤ العدديّ والعَتَاديّ خاصةً بعد كلماتٍ قليلةٍ قالها عبد الله بن رواحة -رضي الله عنه- ألهبت الحماس والاستبسال وطلب الشهادة في أفراد الجيش المسلم، ويُعدّ هذا الرأي هو الأصوب؛ إذ لم يعارضه النبي -صلى الله عليه وسلم- بأي كلمةٍ مما يُدلل على أنّ المسلمين طُلّاب آخرةٍ لا دنيا وإنما قتالهم في سبيل الله تعالى دون الاتكال على العدد أو العتاد وإنما على ما في قلوبهم من الاتكال على الله وحده. بعد الإجماع على قرار خوض المعركة بدأ المسلمون في البحث عن مكانٍ مناسب للقتال قبل تحالف الروم والعرب فانطلقوا من معان إلى الشمال بإتجاه محافظة الكرك حاليًا واستقر مقامهم في موضعٍ هناك يُقال له مؤتة وهو عبارةٌ عن سهلٍ منبسطٍ لا تضاريس فيه يمنع نصب الكمائن للمسلمين، كما أنّ طبيعة البيئة الصحراوية كانت مناسبةً للعرب أكثر من الروم كونها تشبه أرض شبه الجزيرة العربية التي اعتادوا على القتال فوقها، وإلى الجنوب من مؤتة تقع صحراء ممتدة إلى شبه الجزيرة العربية والتي يخشى الروم التوغل فيها خوفًا من جيش كامن في النتظارهم خلف التلال الرملية.

خطة خالد بن الوليد رضي الله عنه

مكث خالد -رضي الله عنه- وقتاً يبحث عن أنجع حيلة ينتصر فيها المسلمون على عدوّهم مع أنّ فرص الانتصار تكاد تكون معدومة من حيث العقل والمنطق؛ بسبب فارق العدد، والعدة، فأدرك خالد -رضي الله عنه- أنّه ما من انتصار إلّا في الانسحاب، وأنّ القدرة على الانسحاب، وحقن دماء أكبر عدد من المسلمين في ظرف كهذا هو الانتصار بعينه، فانتظر خالد حتى هبوط الليل، وبدأ بتنفيذ خطته، وذلك باختلاق ضجّة عظيمة توحي بأنّ جيشاً جديداً قد وصل، فيظنّ الروم أنّ المسلمين قد أتاهم مددٌ على غير توقُّع منهم، ثم بدَّل مواقع الجنود في الميمنة، والميسرة، والمقدّمة، والمؤخّرة، وجدّد الرايات؛ ليظنّ الروم في الصباح أنّ جيشاً جديداً قد وصل عند رؤيتهم وجوهاً جديدة، ورايات نظيفة، فيؤثِّر ذلك في معنويّاتهم، وهمّتهم.كما أوصى خالد -رضي الله عنه- المسلمين بتقديم أعظم ما لديهم من بطولات في الصباح، فضربوا العدو ضربات متلاحقة أنهكته، وحطَّمت معنوياته، وجعلته ينتظر أيّ فرصة للراحة والهدوء النسبيّ، حيثُ جعل خالد تلك اللحظات التي ينتظرها جيش الروم لحظات تراجعٍ وعودةٍ للمسلمين، فلا يلحق بهم جيش الروم، وبالتالي ينجو المسلمون جميعاً، وبناءً على هذه الخطة، سار جيش المسلمين صباحاً؛ حيثُ ضربوا العدو ضربات متلاحقة، وأثخنوا فيهم الجراح، ونكّلوا بهم، وبدؤوا بالتراجع رويداً رويداً، والعدو يلتقط أنفاسه لا يجرؤ على اللحاق بهم، فكانت النجاة لجيش المسلمين، وعودتهم إلى ديارهم سالمين، وقد وصف النبي -عليه السلام- ذلك الانسحاب بالفتح؛ لأنّه أفضل الخيارات المُتاحة حينها، فقال النبي -عليه السلام-: (ثمَّ أَخَذ الرَّايةَ سَيفٌ مِن سُيوفِ اللهِ خالدُ بنُ الوليدِ، ففَتَحَ اللهُ عليه).
نتائج الغزوة 
تضاربت الروايات حول نتيجة غزوة مؤتة كالآتي: اتجاه فريق إلى أنّها انتهت بانتصار المسلمين على الروم، بينما رأى فريق آخر أنّ المعركة انتهت بانتصار الروم، وذهب آخرون إلى أنّ المعركة انتهت بانحياز كل فريق عن الآخر، وقد تكلم الحافظ ابن حجر العسقلاني في الاختلاف في المراد من قول النبي عليه الصلاة والسلام عن خالد: (حتى فتح الله عليه)، وفيما إذا كان المقصود منه هزيمة المشركين بالقتال في أرض المعركة، أم ما فعله خالد بانحيازه بجيش المسلمين عن الروم، فقيل جواباً على ذلك إنّه يمكن الجمع بين القولين بإنّ ما فعله خالد بن الوليد حينما انحاز بجيش المسلمين، ثمّ تغييره لهيئة الجيش حتى ظنّ الروم أنّ المسلمين قد أتاهم مدد، وحمله على جيش الروم حتى ولوا هاربين، ثمّ رجوعه بالجيش سالماً، فإنّ ذلك كله يعدّ غنيمة كبرى، وانتصار الجولة والحملة الصادقة، وليس ظفر الميدان أو المعركة الحاسمة.اعتبار المعركة كمقدمة لمعركة تبوك؛ حيث استدعت مواجهة الخطر البيزنطي أن يقوم المسلمون بتحرك عسكري مضاد تجنباً لإثارة المشاكل في الجزيرة العربية، وحفاظاً على شمولية الدعوة الإسلامية وانتصارات المسلمين، وقد تمثل هذا الخطر البيزنطي حينما استعادت الإمبراطورية البيزنطية بعد غزوة مؤتة نوعاً من السلطة في المناطق البعيدة الواقعة شرق نهر الأردن بسبب حرصهم على الحفاظ على جناح فلسطين، واستجابة لمطالب السكان المحليين في طلب الحماية، وكذلك حماية للحجاج النصارى الذين يفدون إلى بيت المقدس وجبل نبو. إظهار معجزة النبي عليه الصلاة والسلام، ودلالة على نبوته ورسالته، وأنّه يوحى إليه من الله عز وجل، فقد نعى نبي الله الشهداء الثلاثة في المعركة زيد وجعفر وابن رواحة دون أن يكون معهم أو يشارك في القتال، حينما زوى الله له الأرض فرأى أصحابه وهم يقاتلون على أرض المعركة بالرغم من المسافة الشاسعة بين المدينة ومشارف الشام. إظهار أثر الإيمان في أرض المعركة، وصمود المسلمين بالرغم من قلة عددهم، فقد كان عدد جيش المسلمين ثلاثة آلاف مقاتل، بينما بلغ عدد جيش الروم ما يقارب المئتي ألف، كما أظهرت المعركة شجاعة المسلمين والروح المعنوية لديهم التي تحطمت أمامها جيوش الروم والفرس.


غزوة تبوك

0
غزوة تبوك 
غزوة تبوك هي إحدى الغزوات التي حدثت في عهد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وقعت في شهر رجب في السنة التاسعة للهجرة، بعد فتح مكّة، وهي آخر غزوة شارك فيها عليه الصلاة والسلام، ولهذه الغزوة مكانة عظيمة في التاريخ الإسلامي، لأنّ المسلمين فيها استطاعوا إثبات قوّتهم أمام العالم أجمع.

سبب الغزوة 
قبلَ المرور على سبب غزوة تبوك ونتائجها لا بدَّ من ذكر بعض المقدّمات عن غزوة تبوك، فقد كانت الغزوة بين الروم والمسلمين بعد أن انتهى المسلمون من فتح مكة وحصار الطائف وسيطروا على معظم الجزيرة العربية، وقد ذكر الله بعض أحداثها في سورة التوبة وحثَّ المسلمين على الخروج في سبيل الله تعالى في غزوة تبوك، ووجَّه عتابًا قاسيًا على الذين تخلَّفوا عنها، وبما أنَّها وقعت في ظروف قاسية على المسلمين، فقد حثَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أيضًا على التبرع لتجهيز الجيش المسلمين أو جيش العسرة كما سمَّاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من جهَّزَ جيشَ العُسرة فله الجنَّة" ، أمَّا عن سبب غزوة تبوك فسيتمُّ ذكر أهمِّ أسباب غزوة تبوك فيما يأتي: اتِّخاذ الروم قرارًا بإنهاء وجود الدولة الإسلامية. وصول خبر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن طريق الأنباط مفاده أنَّ الروم وحلفاءهم من عرب شمال الجزيرة يتجهزون لمهاجمة المسلمين قبل أن يشكلوا خطرًا على الروم وهو سبب غزوة تبوك الرئيس. مهاجمة الروم وحلفائهم قبل أن يهاجموا المسلمين في ديارهم. الاستجابة لأوامر الله تعالى بقتال أهل الكتاب وفريضة الجهاد التي فرضها الله على المسلمين، وكان الروم أقرب المجاورين للمسلمين، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} . دعوة الناس كافَّة إلى الدخول في الإسلام ونشر الإسلام في كل مكان، وكان الروم أقرب الناس المجاورين للدولة الإسلامية.

أهداف الغزوة 
حدثت غزوة تبوك لتحقيق عدّة أهداف مهمّة، وتحقيق هذه الأهداف جاءت كنتيجة مباشرة لأسباب خوض هذه الغزوة في الوقت الحاسم الذي حدثت فيه، ومن أهم أهداف غزوة تبوك ما يأتي: إضعاف قوّة الروم، خصوصًا بعد وصول أخبار للرسول -عليه الصلاة والسلام- أن الروم ومن معهم من العرب النصارى قد أعدوا العُدّة لغزو المدينة المنورة. بَثّ روح الجهاد في نفوس المسلمين، والشد من عزيمتهم. تمييز المسلمين الصادقين من المنافقين الكاذبين.

أحداث الغزوة
دعا الرسول -عليه الصلاة والسلام- إلى النفير العامّ، وأمر المسلمين بالاستعداد لمعركة عظيمة مع الروم، خصوصًا أن الروم كانوا يمثلون قوّة عظمى في تلك الأيام، وكان جيشهم أقوى جيوش الأرض في تلك الفترة، فخرج الرسول -عليه الصلاة والسلام- مع المسلمين والصحابة حتى وصلوا إلى منطقة تبوك، وأثناء تجهّز المسلمين للمعركة، حاول المنافقون إضعاف عزيمة المسلمين وثنيهم عن الخروج، لكن المسلمين لم يتوانوا عن بذل المال والنفس، خصوصًا: أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان والعباس بن عبد المطلب وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله -رضي الله عنهم- جميعًا، كما أنّ نساء المسلمين أنفقن ما يملكن من حلي ومجوهرات لتجهيز الجيش، وكان عدد جيش المسلمين ثلاثين ألف مقاتل، وعند وصول جيش المسلمين إلى تبوك، لم يجدوا أحدًا من الروم أو من النصارى العرب، فثبت الرسول -عليه الصلاة والسلام- حكم الإسلام في تبوك، وأرسل خالد بن الوليد -رضي الله عنه- على رأس سرية إلى دومة الجندل، فوقع ملكها في الأسر وحملوه إلى تبوك، فصالح على الجزية، وقد لبث جيش المسلمين في تبوك بضعة عشرة ليلة، ولم يأتِ اي أحد من الأعداء. 

نتائج غزوة تبوك
نتج عن غزوة تبوك العديد من النتائج التي شكّلت علامة فارقة في تاريخ المسلمين، خصوصًا أن الله تعالى أنزل في سورة التوبة آيات تتحدث عن غزوة تبوك ونتائجها التي شكّلت أحداثًا مفصلية في الإسلام، كما أن غزوة تبوك كشفت الكثير من الحقائق والأشخاص، وأفرزت عددًا من الأحداث الهامة، وهي كما يأتي:  هدم النبي -عليه الصلاة والسلام- لمسجد الضرار الذي قام المنافقون ببنائه بهدف التآمر على المسلمين، لكنّ الله تعالى كشف نواياهم  وأسباب بنائهم لهذا المسجد، وأنزل فيهم آيات في القرآن الكريم. قعود ثلاثة من صحابة رسول الله -عليه الصلاة والسلام- عن الذهاب للجهاد في غزوة تبوك دون أن يكون لهم عذر في هذا، فأمر الرسول -عليه الصلاة والسلام- المسلمين بمقاطعتهم، فقاطعوهم خمسين ليلة، حتى أنزل الله تعالى آيات من القرآن الكريم لمسامحتهم والصفح عنهم، وذلك في سورة التوبة. كشف المنافقين المكذبين الذين لم يخرجوا للجهاد مع جيش المسلمين، وتعذروا بأعذار كاذبة لا أساس لها من الصحة، ففضحهم الله تعالى ورسوله وظهرت حقيقتهم. تحقيق العزّة للمسلمين، وتخويف اعدائهم وبث الرعب في نفوسهم، وإعلاء راية الإسلام وتثبيته في مناطق بعيدة عن المدينة المنورة مثل منطقة تبوك، بالإضافة إلى إحقاق الجزية على أعداء المسلمين في تلك المنطقة.












غزوة حنين

0
غزوة حنين 
هي غزوة وقعت في العاشر من شوال في السّنة الثامنة للهجرة بين المسلمين وقبيلتي هوازن وثقيف في واد يسمّى حنين بين مدينة مكّة والطائف.


سبب غزوة حنين 
بعد أن فتح المسلمون مكّة المكرّمة وصلت أخبار الفتح إلى قبائل العرب، وقد هالهم ما وصل إليه الإسلام من تمكينٍ في الأرض، فاجتمع أعيان قبائل ثقيف وهوازن وقرّروا تنصيب زعيمٍ لهم يدعى مالك بن عوف النّضري لتوكل إليه مهمّة حشد الجيش واستنفار النّاس لمحاربة المسلمين وغزوهم في معقلهم مكّة المكرّمة، وقد كان السّبب الرّئيسي الدّافع إلى هذا الاجتماع وهذه النّية خوف هذه القبائل من مدّ الإسلام القادم إليها. قد استطاع مالك بن عوف حشد ما يقارب ثلاثين ألف مقاتل ليخرجوا مع نسائهم ومالهم وأنعامهم حتّى يكون ذلك دافعاً لهم في القتال وعدم الهرب، وقد أشار أحد شيوخهم ويدعي دريد بن الصّمة على أن يكمن جيشهم في الأشجار الموجودة في وادي حنين حتّى يباغتوا المسلمين وقد استحسن مالك قائد جيش الكفّار هذا الرأي وتبنّاه.

اهداف الغزوة 
كان الهدف الأساسيّ لغزوة حنين هو ردّ عدوان قبيلتي هوازن وثقيف اللتين تآمَرتا على المسلمين، ومنع وصول جيش المشركين إلى المسلمين في مكة، فخرج إليهم الرسول -عليه الصلاة والسلام- قبل أن يأتوا إلى مكة، وذلك لكسر شوكتهم ومنعهم من تدبير مخططهم في القضاء على الإسلام، خصوصًا أن الرسول -عليه السلام- طهّر مكة من الأصنام، فخشيت هذه القبائل على نفسها، لكنّ الرسول عليه السلام- عقد العزم على أن يغلبهم، وكان هدفه في هذا زيادة ثقة المسلمين بأنفسهم، وهذا ما حصل فعلًا. 
أحداث الغزوة 
اجتمع المقاتلون من قبلتَيْ هوازن وثقيف لقتال المسلمين، ونزلوا مع حلفائهم من القبائل الأخرى باتجاه وادي حنين لقتال المسلمين، وقد أرسل الرسول -عليه الصلاة والسلام- عبد الله بن أبي جدرد كي يستطلع الأمر، فأخبره عن اجتماع قبيلة هوازن مع ثقيف، فعزم الرسول -عليه الصلاة والسلام- ملاقاتهم وخرج ومعه اثنا عشر ألف مقاتل، مما أشعر المسلمين بالغرور بعددهم وقوتهم، وقالوا: لن نُزم اليوم من قلّة، ووصلوا إلى وادي حنين، وتفاجأوا بهجوم مقاتلي قبيلة هوازن عليهم بعد أن تخفوا في الوادي، فدخل الرعب في نفوس المسلمين في بادئ الأمر وتفرقوا، لكن الرسول -عليه السلام- أخذ يُنادي عليهم ويقول: "أين أنتم أيها الناس؟ هلموا إليَّ، أنا رسول الله، أنا محمد بن عبد الله"، وبقي الرسول -عليه السلام- في ساحة المعركة ومعه بعض المهاجرين والأنصار وأهل بيته، وعندما سمعوا نداء الرسول عادوا إلى ساحة المعركة، وكانت معركة عنيفة جدًا، وكان النصر فيها حليف المسلمين.

نتائج الغزوة 
بعد انتهاء غزوة حنين، كان الانتصار حليف المسلمين، على الرغم من أنّ بداية المعركة لم تكن في صالحهم، لكن الله تعالى من عليهم بالنصر المبين، وقد أسفرت غزوة حنين عن عددٍ من النتائج المهمة، وهذه النتائج كما يأتي:  حصول المسلمين على عدد كبير من الغنائم، حيث فاقت غنائم غزوة حنين الغنائم في أي غزوة سابقة، وقد جمعها الرسول -عليه الصلاة والسلام- في الجعرانة ووزعها -عليه الصلاة والسلام- بطريقة حكيمة، حيث اختص الذين أسلموا في عام الفتح بزيادة في الغنائم. استشهاد أربعة من المسلمين وهم: يزيد بن زمعة بن الأسود من بني أسد، وأبو عامر الأشعريّ من الأشعريين، وأيمن بن عبيد من بني هاشم، وسراقة بن الحارث بن عدي من الأنصار. قتل عدد كبير من المشركين، وعلى رأس هؤلاء القتلى كان دريد بن الصمة، كما وقع عددٌ كبيرٌ منهم في الأسر والسّبي.



غزوة الخندق

0
غزوة الخندق 
هي غزوة وقعت في شهر شوال من العام الخامس من الهجرة (الموافق مارس 627م) بين المسلمين بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم ،والأحزاب الذين هم مجموعة من القبائل العربية المختلفة التي اجتمعت لغزو المدينة المنورة والقضاء على المسلمين والدولة الإسلامية

سبب وأحداث غزوة الخندق
السبب الرئيسيّ لهذه الغزوة هو أن يهود بني النضير كانوا قد نقضوا عهدهم مع رسول الله الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم، وحاولوا قتله والقضاء عليه، فحاصرهم الرسول والمسلمون بسبب خيانتهم ونقضهم العهد. وعلى إثر ذلك بدأ اليهود بالكيد للمسلمين، حيث بدأوا بتأليب القبائل العربية وتحميعها لأجل مهاجمة المسلمين والقضاء عليهم، فتقاطعت المصالح كلها مع بعضها البعض، حيث تجمّع من معسكر المشركين كلَّاً من قريش وكنانة، غطفان والتي ضمّت بنو مرة، وفزارة، وأشجع، بالإضافة إلى سليم، وبنو أسد، ولأجل هذا أطلق عليهم اسم الأحزاب، حيث انضمّ إليهم يهود بني قريظة فيما بعد في خيانة يهوديّة أخرى. عندما وصل خبر هذا التحالف إلى مسامع المسلمين جلسوا للتشاور مع قائدهم الأعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار عليه سلمان الفارسيّ بحفر خندق حول المدينة المنورة يمنع المشركين الأحزاب من دخول المدينة واقتحامها، وبالفعل عمل المسلمون على حفر هذا الخندق بكل ما أتاهم الله من قوّة، فأتمّوا العمل قبل وصول المشركين، وعندما وصلوا تفاجؤوا به مفاجأة كبيرة، وضربوا حصاراً على المدينة المنورة استمر قرابة ثلاثة أسابيع تقريباً، وقد تعرض المسلمون خلال هذه الفترة إلى أذى كبير بسبب الجوع، والتعب، والإنهاك. تعرّض المسملون خلال هذه المعركة إلى نقض آخر من قبل اليهود ولكن هذه المرّة من قبل يهود بني قريظة، وقد تعامل رسول الله والمسلمون مع بني قريظة بحزم وقوّة وشدّة، حيث ساعد ذلك على التخفيف من وطأة انضمامهم إلى المشركين، كما استطاع جيش رسول الله أن يقطع الإمدادات التي كان يتمّ إرسالها من اليهود إلى جيش الأحزاب، مما أضعف موقف بني قريظة بشكل كبير، وبعد أخذ ورد لمدّة طويلة نسبيّاً من الزمن، وبعد أن استنفذ المشركون كافّة الوسائل لأجل اختراق صفوف المسلمين، وبعد عدّة محاولات ناجحة من جيش المسلمين، وبعد دعاء المسلمين الله تعالى بأن ينصرهم ويدحرهم خاسئين، شتّت الله تعالى تجمعهم الماكر بان أرسل عليهم الريح العاتية التي اقتلعت خيامهم، ودحرتهم عن المدينة، كما بثّ الله تعالى الرعب في قلوبهم، وبعد انتهاء المعركة اقتص رسول الله والمسلمون من بني قريظة بسبب خيانتهم ومكرهم من المسلمين ، وبعد هذا الاقتصاص فرغت المدينة المنورة من كلّ اليهود الذين كانوا فيها، وصارت بكاملها للمسلمين.

أهداف غزوة الخندق
إنَّ الحديث عن أهداف أيّ غزوة هو حديث عن المُراد والمُبتغى الذي وضعه الطرف الذي بدأ بالغزوة نصب عينيه قبل أن يبدأ الغزوة، ولأن غزوة الخندق بدأها وحرّض عليها وجمّع العرب إليها يهود بني النضير فإنَّ أهداف الغزوة هي أهداف يهود بني النضير بداية، وأهداف من وافق معهم على الغزو من القبائل العربية، وأمَّا أهداف يهود بني النضير فإنَّما هدفهم الرئيس كانَ الانتقام من المسلمين، بسبب إخراجهم من المدينة المنورة، وأمَّا قريش التي وافقت كانَ هدفها أن تُطفئَ لهيب الحصار الاقتصادي الذي فرضه المسلمون عليها بعد مهاجمتهم لقوافلها الراحلة إلى الشام واليت تمرُّ من المدينة، وأمَّا قبيلة غطفان ومن معها فكانت طامعة بتمر خيبر وفقًا للمعاهدة التي وقعتها مع يهود بني النضير وهي أن تشارك غطفان في الحرب على المدينة بجيش قوامه ستة آلاف مقاتل مقابل أن تأخذ تمر خيبر من يهود بني النضير عامًا كاملً.


نتائج غزوة الخندق
بعد ما وردَ من حدثي طويل عن أحداث تفصيلية لغزوة الخندق، إنَّه لجدير الذكر أن يتم المرور على نتائج غزوة الخندق والتي كانت على الشكل الآتي: النتيجة الأولى: انتصار عظيم للإسلام والمسلمين رغم قلّة عدد المسلمين وعتادهم، إلَّا أن تأييد الله عباده والحنكة العسكرية التي أبداها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أدّت إلى انتصار المسلمين على الأحزاب انتصارًا كبيرًا، قال تعالى في القرآن الكريم: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [٨]. النتيجة الثانية: كسر شوكة القبائل العربية وخاصة قبيلة قريش، وإظهار قوّة المسلمين وهيبتهم بين القبائل العربية. النتيجة الثالثة: أدّت غزوة الخندق إلى استقرار الوضع الأمني والاقتصادي في مدينة رسول الله، واطمأنَّ رسول الله بعد غزوة الخندق وطمأنَ أصحابه حين قال لهم بعد غزوة الأحزاب أو غزوة الخندق: "الآنَ نغزُوهم ولا يغزُونا.



غزوة أحد

0
غزوة أحد 
هي معركة وقعت بين المسلمين وقبيلة قريش في يوم السبت السابع من شهر شوال في العام الثالث للهجرة. 

أسباب غزوة أحد

بعد أن هُزمت قُريش ومن معها في غزوة بدر على يد المسلمين، وقُتل من قُتِلَ من رجالها، اشتدَّ حقدها وعلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- ومن معه من المسلمين، فكانت الرغبة بالثأر والانتقام من المسلمين حاضرة أمام أعين رجالها، فما كان من رجال قريش وخاصّة من فقدوا آباءهم أو أبناءهم في غزوة بدر إلَّا أن ذهبوا إلى أبي سفيان الذي كان قد نجا من هجوم المسلمين على قافلته في سفوان قبل غزوة بدر، وأخبروه بضرورة الثأر ورد الدين للمسلمين الذين هزموهم في بدر شرَّ هزيمة، فكانت قريش جاهزة وجمعت ما يقارب 3000 رجل، وجهّزت العدّة والعتاد للهجوم على المسلمين والثأر منهم، وعندما وصل خبر قريش إلى رسول الله، أمر الصحابة الكرام أن يكونوا دائمًا على استعداد تام للقتال فجهّزوا العتاد أيضًا والعدّة متأهبين لأيّ طارئ قد ينزل بالمدينة المنورة . 

أهداف غزوة أحدإنَّ الحديثَ عن أهداف أي غزوة في الإسلام هو حديث عن النتائج المرجوّة من الطرفين المتصادمين في هذه الغزوة، ولذلك يمكن تحديد أهداف غزوة أحد بشكل عام من خلال شرح أهداف الغزوة بالنسبة للمسلمين وأهدافها بالنسبة لقريش، كما يأتي: أهداف الغزوة بالنسبة لقريش: إنَّ أهداف قريش هي الثأر من المسلمين بعد أن تلقّت هزيمة قاسية من جيش المسلمين في غزوة بدر، إضافة إلى الرغبة ردِّ اعتبار قبيلة قريش وحلفائها بين القبائل العربية. أهداف الغزوة بالنسبة للمسلمين: لا شكَّ أن الهدف الرئيس للمسلمين هو إعلاء كلمة الله تعالى والدفاع عن هذا الدين العظيم، إضافة إلى الرغبة بالانتصار مجددًا على قريش بعد الانتصار في بدر، وإظهار المسلمين كقوة كبيرة يُحسب لها الحساب في الجزيرة العربية
أحداث الغزوة
بدأت الغزوة كما كانت عادة البدء بالمعارك حينها، وذلك بالمبارزة، فقد خرج من المسلمين علي بن أبي طالب، وخرج من المشركين طلحة بن أبي طلحة، فقتله علي رضي الله عنه، ثم خرج أخوه عثمان فقتله حمزة رضي الله عنه، وتبعهما أخوهما أسعد فأجهز عليه علي كرم الله وجهه، وجاء بعدها أخوهم مسافع الذي أجهز عليه عاصم بن ثابت رضي الله عنه. التحم بعد ذلك الجيشان، وبذل المسلمون جهوداً كبيرة وقدموا بطولات عظيمة، حتى تقدّم المسلمون على المشركين في بداية الأمر، وتقهقر المشركون رغم عددهم الكبير وكثرة فرسانهم، وأخذ المسلمون ينشغلون بجمع الغنائم، حتى إنّ الرماة قد خالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وانشغلوا هم كذلك بجمع الغنائم ظانّين أنّ المعركة قد انتهت وأنّ المسلمين قد انتصروا، ولم يبقَ منهم لا عشرة رماة على رأسهم عبد الله بن جُبير.لمّا رأى خالد بن الوليد -وكان حينها في جيش المشركين- حالة المسلمين تلك، التفّ عليهم من خلف الجبل، وبذلك انكشف ظهر المسلمين للعدوّ، وتراجع موقف المسلمين بتقدّم المشركين عليهم، حتى إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أُصيب بفكّه وفمه، وكان من صعوبة الموقف أن شاع مقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتشتّت المسلمون وعاد بعضهم إلى المدينة ظانّين أنّ رسول الله عليه السلام قد قُتِل، إلى أن صاح كعب بن مالك في المسلمين مُعلناً أنّ رسول الله عليه السلام لا زال حياً. كاد المشركون أن يقتلوا المسلمين جميعاً لولا أنّ رسول الله عليه السلام أمر أصحابه أن يجتمعوا معاً في مكان على رأس جبل أحد، فلم يستطع المشركون الالتفاف حولهم هناك، وكانوا قد أُنهكوا من التعب، فصاح أبو سفيان في المسلمين قائلاً: "يوماً بيوم وموعدنا العام المقبل في بدر"، فأمر رسول الله عليه السلام عمر بن الخطاب أن يجيبه بتأكيد ذلك الموعد بين المسلمين والمشركين، وهنا توقف القتال وانتهت المعركة، وعاد المشركون فرحين بهذا الانتصار المؤقت وقد قُتل منهم ثلاثة وعشرون رجلاً فقط، أمّا المسلمون فقد فقدوا ما يزيد عن سبعين شهيداً منهم حمزة بن عبد المطلب.
style="display: block; text-align: center;">
نتائج الغزوة 
بعدَ التفصيل في غزوة أحد لا بدَّ من المرور في نهاية المطاف بنتائج هذه الغزوة، ونتائجها كانت على الشكل الآتي: أخذت قريش بثأرها وقتلت قرابة السبعين مسلمًا، وخسرت قريش 23 مقاتلًا، وقد أمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- بدفن المسلمين في ثيابهم ودمائهم دون أن يغسلوا أبدًا. كانت من النتائج أيضًا إظهار قيمة الالتزام بأوامر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لتحقيق النصر في كلِّ المعارك. 


غزوة بدر

0
غزوة بدر 

هي غزوة وقعت في السابع عشر من رمضان في العام الثاني من الهجرة (الموافق 13 مارس 624م) بين المسلمين بقيادة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وقبيلة قريش ومن حالفها من العرب بقيادة عمرو بن هشام المخزومي القرشي. وتُعد غزوةُ بدر أولَ معركةٍ من معارك الإسلام الفاصلة، وقد سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى منطقة بدر التي وقعت المعركة فيها، وبدر بئرٌ مشهورةٌ تقع بين مكة والمدينة المنورة.

أسباب غزوة بدر
ثمّة العديد من الأسباب التي أدّت إلى غزة بدر، وفيما يأتي بيان البعض منها: استعادة أموال المسلمين التي سيطرت عليها قريش بعد هجرتهم من مكّة المكرمة، بالإضافة إلى إضعاف قريش اقتصادياً، ولذلك قرّر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- استهداف قوافل قريشٍ التي كان جزءاً منها يُجهّز من أموال المهاجرين، والاستيلاء عليها. شعور قريش بالخطر الذي يهدّد حياتهم وتجارتهم؛ بسبب وجود رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والصحابة -رضي الله عنهم- في مكانٍ قريبٍ من طريق قوافلهم المتوجّهة إلى الشام. وجود معسكر الحق المتمثّل برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والمسلمين، ومعسكر الباطل المتمثّل بقريش، ولا بُدّ من تصادم الحقّ والباطل، لإحقاق الحقّ. ثوران قريش وتخبطها بسبب السريّ، التي كانت تخرج من المدينة المنورة، باتجاه نخلةٍ التي تقع بين مكة والطائف. خروج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والصحابة رضي الله عنهم، للاستيلاء على قافلةٍ عائدةٍ من الشام بقيادة أبي سفيان بن حرب، وفيها أموالاً لقريش، فقال الرسول -عليه الصلاة والسلام- لأصحابه: (هذه عيرُ قُريشٍ، فيها أموالُهم، فاخرُجوا إليها، لعلَّ اللهَ يُنفِلُكُموها)، فلمّا وصلت الأخبار إلى أبي سفيان، استأجر رجلاً يُدعى ضمضم بن عمرو الغفاري، ليذهب مُسرعاً إلى مكة، ليُخبر قريش حتى يخرجوا للدفاع عن أموالهم، ففعل ذلك.

أحداث الغزوة 
بعد أن وصل خبر خروج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والصحابة رضي الله عنهم، للاستيلاء على العير إلى كفار قريش، هاجوا وماجوا، وبدأوا يعدّون العدّة لحرب المسلمين، ثمّ خرج من مكة جيشٌ قِوامه ألفٌ وثلاثمئة مقاتلٍ، ومئة فارسٍ، وستون درعاً، وتوجّهوا إلى بدرٍ والحقد يملئ قلوبهم، وفي تلك الأثناء استطاع أبو سفيان بحنكته ودهائه أن يُفلت بالقافلة، وأرسل إلى القرشيين أن ارجعوا فقد نجت أموالكم، فهمّ الناس بالرجوع، إلّا أنّ أبا جهلٍ أصرّ على المضي قدماً وقتال المسلمين، فأطاعته قريش، ولمّا وصلت الأخبار إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ عقد مجلساً لاستشارة أصحابه -رضي الله عنهم- في خوض تلك المعركة، فتكلّم أبو بكرٍ، وعمر، والمقداد رضي الله عنهم، وأحسنوا القول، ثمّ أعاد النبي -عليه الصلاة والسلام- طلب المشورة فقال: ( أشيروا عليَّ أيها الناسُ)، فعلم سعد بن معاذ -رضي الله عنه- أنّ رسول الله يريد رأي الأنصار فقال سعد: (لكأنَّكَ تريدنا يا رسولَ اللهِ؟)، قال: ( أجل)، فقال سعد: (فقد آمنَّا بك، وصدَّقناكَ، وشهدنا أنَّ ما جئتَ بهِ هوَ الحقُّ، وأعطيناكَ على ذلك عهودنا، ومواثيقنا على السمعِ والطاعةِ لكَ، فامضِ يا رسولَ اللهِ لما أردتَ فنحنُ معك، فو الذي بعثكَ بالحقِّ لو استعرضتَ بنا البحرَ فخضْتَه لخُضْنَاهُ معكَ، ما تخلَّفَ منا رجلٌ واحدٌ وما نكرَهُ أن تَلْقى بنا عدوَّنا غدًا إنَّا لصبرٌ في الحربِ صدقٌ عندَ اللقاءِ، لعل اللهَ يُرِيَكَ منا ما تقَرُّ بهِ عينُك، فسِرْ على بركةِ اللهِ)، فسُرّ رسول الله بما سمع، وقال: (سيروا وأبشروا فإنَّ اللهَ قد وعدني إحدى الطائفتينِ).ثمّ توجّه المسلمون نحو أرض بدرٍ، ولمّا وصلوا أشار الحباب بن المنذر -رضي الله عنه- بالاقتراب من مصدر المياه، ليمنع المشركين من الوصول إلى الماء، ففعلوا، ثمّ بدأ الجيشان بالتجهّز للمعركة، وجاءت ساعة اللقاء، وكانت شعلة البداية بالمبارزة بين ثلاثة فرسانٍ من قريش، وهم: عتبة، وأخوه شيبة، وابنه الوليد، فخرج لهم ثلاثةٌ من الأنصار، فرفضوا قتالهم، وطلبوا ثلاثةً من المهاجرين، فأمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عمّه حمزة بن عبد المطلب، وابنا عمه علي بن أبي طالب، وعبيدة بن الحارث رضي الله عنهم، بالخروج للقتال، فهزم المسلمون الكفار، وأجهزوا عليهم، فغضب المشركون لقتل فرسانهم، وهاجموا المسلمين، ودارت رحى المعركة، وانتشر الغبار، وتعالت الصيحات، وتطايرت الأشلاء، وفي تلك الأثناء أغفى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ رفع رأسه، وقال لأبي بكرٍ رضي الله عنه: (أبشِر يا أبا بكرٍ أتاكَ نصرُ اللَّهِ؛ هذا جِبريلُ آخذٌ بعَنانِ فرسِهِ يقودُهُ علَى ثَنايا النَّقعِ)،فخرج وهو يقول: (سَيُهَزمُ الجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ)، وما هي إلّا ساعاتٍ قليلةٍ حتى انقشع الغبار عن أرض المعركة، وظهرت نتائجها، فكان النصر حليف المسلمين، والهزيمة الساحقة للكفار، حيث قُتل سبعون من قادة قريش، وأُسر سبعون آخرون.

نتائج غزوة بدر
كان لمعركة بدرٍ الكثير من التداعيات حيث إنهم أسهمت في ظهور المسلمين كقوةٍ حقيقيةٍ قادرةٍ على إلحاق الهزيمة بأعتى الجيوش في شبه الجزيرة العربية بعدما كانوا في نظر أعدائهم من القبائل العربية واليهود رهطٌ لا حول لهم ولا قوة مما زاد من ثقة المسلمين بأنفسهم وزاد من عزيمتهم في توسيع رقعة الإسلام، وفي نفس الوقت وُجِهت ضربة قاتلة إلى قريشٍ بعد هزيمتها ومقتل سادتها بين القبائل العربية مما أثر على مكانتها الدينية والحربية في المنطقة، كما زاد ذلك من اضطراب اقتصادها حيث أصبحت قوافلها هدفًا سهلًا للمسلمين، كما ساهم انتصار المسلمين في ظهور فئة  المنافقين في المدينة المنورة والذين اعتنقوا الإسلام خوفًا ورهبةً لا رغبةً. 





معركة اليمامة

0
معركة اليمامة
معركة اليمامة هي إحدى معارك حروب الردة التي وقعت في منطقة اليمامة عام 11هـ في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ارتدت كافة القبائل العربية ما عدا مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والطائف، وتصدى أبو بكر للمرتدين، وحمى الإسلام من ذلك، وأثرت هذه الحروب على مستقبل الإسلام، حيث جُمع القرآن الكريم نتيجة لها، وسنتحدث في هذا المقال عن معركة اليمامة، وأحداثها.

تجهيز جيش اليمامة 
سميت الحرب بمعركة اليمامة أو معركة عقرباء كانت في سنة 11 هجرية ، كان الصديق يعرف قوة مسيلمة و إمكانياته فكان غير مرحب أن يهجم خالد بن الوليد بقوات غير كافية كما أنه غير مرحب بأن مسيلمة يعمل تحالفات مع القبائل المجاورة له فأمر سيدنا خالد أن يهجم عليهم واحدًا تلو الأخر و إختار أكفء القادة هو خالد بن الوليد لمواجهة مسيلمة و لكنه أرسل عكرمة بن أبي جهل أولًا حتى يثبت مسيلمة في اليمامة و لا يخرج منها و قال له لا تقترب من اليمامة و كن على مسافة يرونك فيها حتى يظل الكذاب يتوقع هجومًا من المسلمين و لن يتمكن أن يترك اليمامة لكي يهجم على سيدنا خالد فبتلك الطريق عطل مسيلمة حتى يتولي سيدنا خالد تصفية الحروب مع القبائل الأخرى وكانت أيضًا ضمن حروب الردة حتى يتفرغ ليمامة .

بداية اليمامة 
كانت اليمامة أحد مسارح الردة، فظهر فيها مُسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة، حيث ادعى أن الله تعالى أشركه بالنبوة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان بنو حنيفة عند رسول الله يطلبون البيعة، غير أن مُسيلمة الكذاب لم يُبايع، وقال بأنه يُريد للرسول بأن يُشركه معه في النبوة كما أشرك موسى أخاه هارون، وعند سماع الرسول لذلك لم يقبله، فعاد مُسيلمة إلى قومه، وادعى بموافقة الرسول على طلبه، ثم أرسل رسالة إلى الرسول يقول بها: "من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله: ألا إني أوتيت الأمر معك فلك نصف الأرض ولي نصفها ولكن قريشاً قومُ يظلمون" فرد النبي صلّى الله عليه وسلم: "من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب، السلام على من اتبع الهدى، أما بعد، ﴿إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [ الأعراف: 128] بعد ذلك أرسل رسول الله إلى مُسيلمة رجل لقتله، وهو الرجال بن عنفوة، ولكن وصل خبر وفاة الرسول إليهم، وشهد بن عنفوة مع مُسيلمة بإشراك الرسول له في الأمر، فكان ذلك سبباً من أسباب تقويته.


أحداث معركة اليمامة 
قامت معركة شديدة الهول، قاتل فيها بنو حنيفة عن أنفسهم، وأحسابهم قتالاً عظيماً حتى كاد المسلمون أن يُهزموا لولا رجال شديدي الإصرار والحمية الدينية ثبتوا، وصاحوا بالناس: يا أصحاب سورة البقرة يا أهل القرآن زينوا القرآن بالفعال، وأثارت هذه الصيحات روح الاستشهاد في نفوس المسلمين، واستطاعوا أن يُزحزحوا جيش مُسيلمة، ففر بنو حنيفة إلى حديقة تُسمى بحديقة الرحمن، وكانت منيعة الجدران. تحصن بنو حنيفة داخل الحديقة، غير أن المسلمين اقتحموها بفضل البراء بن مالك الذي رفعوه فوق الجحف برماحهم، واستطاع أن يفتح باب الحديقة، ودخلها المسلمون وهم يُكبرون، ثم قتل مُسيلمةَ وحشي قاتل حمزة بن عبد المطلب، كما قُتل أربعة عشر ألفاً من قومه، واستشهد بها ألف ومئتا شهيد منهم زيد بن الخطاب أخو عمر بن الخطاب، والطفيل بن عمرو، وأبو دجانة، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي حذيفة. 


مسيلمة الكذاب
هو مسيلمة بن حبيب الحنفي الكذاب وقِيل هو مسيلمة بن ثمامة بن كثير بن حبيب الحنفي، وُلِد وتربّى في اليمامة، في قرية الجبيلة، وهي قرية من قُرى وادي حنيفة، ويُكنّى أبو ثمامة وقيل: أبو هارون، وتقول الروايات في وصفه: كان قصيرًا أخنسَ الأنف أفطس، شديد الصفرة"، وهو أحد الكذابين الذين ادّعوا النبوّة بعد وفاة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقد قُتِلَ في معركة اليمامة على يد جيش المسلمين الذي بعثه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- وتقول الروايات إنَّه عاش مئة وخمسين عامًا، وقد كان مسيلمة قبل أن يدِّعي النبوة يدور في الأسواق يتعلّم الحيلَ والمكائد والخداع، ويتعلّم الكهانة والسحر، وقد قُتِلَ على يد وحشيِّ بن حرب في معركة اليمامة عام 12 للهجرة. 





معركة حطين

0
معركة حطين
هي معركة وقعت بين الصليبيين و المسلمين بقيادة صلاح الدين ، انتهت بأنتصار المسلمين وتحرر القدس من ايدي الصليبيين.

تاريخ وقوعها
عام 583 هجرياً الموافق عام 1187 ميلادياً

مكان وقوعها 
وقعت معركة حطين في مكان بالقرب من سهل حطين في فلسطين و هو على مقربة من غرب مدينة طبريا في فلسطين و كان المكان هو طريق رئيس تعبره الجيوش و القوافل للمرور لبلاد الشام و مصر و العراق .

قائد جيش المسلمين
صلاح الدين الأيوبي

أسباب المعركة
تميز الصليبيين بالإقطاعيين حيث كان يقطعون الطرق و يسرقون القوافل و يسلبون البضائع و يأسرون أفراد القوافل ، و في يوم من الأيام كانت هناك قافلة عائدة من بلاد الشام إلى مصر قتعرضت للسرق و النهب من قبل أمير حصن الكرك رينو دي شاتيون و يسمى أرناؤوط الفرنجة و يذكر هذه القافلة تعود لأخت صلاح الدين الأيوبي و طالب صلاح الدين من حكام الصليبين بالتعويض لكنهم رفضوا ، فكانت هذه الحادثة فرصة لصلاح الدين للقضاء على الصليبيبن و إستعادة حكم القدس للمسلمين و التخلص من الحكم الصليبي الذي كان يسرق و ينهب .

أحداث المعركة
قاد الجيش الإسلامي في معركة حطين القائد صلاح الدين الأيوبي بعد قيامه بالقضاء على الدولة الفاطمية الشيعية وتأسيس الخلافة الإسلامية الراشدة في مصر، وقد اشتهر صلاح الدين بالتخطيط الجيد للقتال بشراسة وشجاعته البطولية وقوة حبه للدفاع عن الإسلام. قام بقيادة الجيش الصليبي ثلاثة من الأمراء هم أمير طرابلس (ريمون الثالث) وأمير إنطاكية (غي دي لوزينيان) وأمير حصن الكرك (رينو دي شاتيون). شهدت كتب التاريخ التي تحدثت عن هذه المعركة على شجاعة واستبسال المسلمين ضد الصليبيون، الذين وجدوا أنفسهم في مأزق ووضع سيء، وذلك لقيام قائد جيش المسلمين صلاح الدين الأيوبي بتطويقهم وحصارهم الشديد داخل بلاد الشام التي كانوا يسيطرون عليها، حيث ألحق بهم هزيمة كارثية أدت إلى سحق جيوشهم. حقق صلاح الدين والمسلمين الفوز والنصر الكاسح على جيش الصليبيين، ليمهّد هذا الفوز نهاية حكم الصليبيين، الذين عاثوا فساداً بالأرض ويخلص الحرث والنسل من الجور والأذى الذي طال بهم، ويحرر العديد من البلاد الإسلامية التي كانت محتلة من قبلهم، وأعاد بنصره عزة وكبرياء الإسلام والمسلمين.

نتيجة المعركة 
انتصر المسلمين على القوات الصليبية و قاد صلاح الدين جيوشه لتحرير القدس من الحكم الصليبي و نجح في ذلك و تم إنهاء الحكم الصليبي في كافة مناطق العرب التي كان يحكمها الصليبيون و يذكر أنّ الكثير من الحصون و القلاع استسلمت لحكم صلاح الدين و بعضهم هربوا لإنطاكية مقر الحكم الصليبي.



معركة عين جالوت

0
معركة عين جالوت
هي معركة وقعت بين المسلمين بقيادة ركن الدين بيبرس وجيش التتار بقيادة كتبغا، وانتهت المعركة بأنتصار المسلمين، وموت عدد كبير من جند التتار.

مكان وقوعها 
منطقة عين جالوت.

تاريخ وقوعها
عام 658هـ، الموافق 1260م.

أسباب وقوع معركة عين جالوت
إنّ السبب الرئيسيّ وراء معركة عين جالوت هو غزو التتار، وبَطْشهم، وظُلمهم في الشام، وبغداد، والجزيرة العربيّة؛ فقَبل خوض معركة عين جالوت بنحو 30 عام، بدأت جماعات عسكريّة كبيرة من التتار بالخروج من سهول آسيا الوُسطى بقيادة جنكيز خان، واتَّجهت هذه القُوّات إلى مناطق أواسط الصين، وشمال غربيّ الهند، وخُراسان، فتمكَّنت من اجتياحها، كما دخلت سهول روسيا، واتَّجهت نحو الجنوب الغربيّ، وأحكمَت سيطرتها على بلاد فارس (إيران)، وفي عهد القائد التتاريّ هولاكو، استمرَّت قُوّات التتار في توسيع نفوذها إلى أن وصلت إلى عاصمة الخلافة العبّاسية مدينة بغداد في صفر من عام 656هـ، الموافق لشباط/فبراير من عام 1258م، واستطاعوا إحكام سيطرتهم عليها، وإجبار الخليفة العبّاسي المُستعصِم بالله على الاستسلام، حيث قتلوه، وقتلوا أفراد أسرته، ورؤوس الدولة العبّاسية، كما دمَّروا مرافق بغداد، وسفكُوا دماء أهلها دون شفقةٍ، أو رحمة، وكانت هذه هي الأنفاس الأخيرة للدولة العبّاسية، إذ انهارت، وسقطت بعد أكثر من خمسة قرون من الحُكم.وبعد هزيمة الدولة العبّاسية في بغداد، طَمِع هولاكو بحُكم الشام، والجزيرة العربيّة، وتمكَّن في ربيع الأوّل من عام 658هـ، الموافق لعام 1260م، من إحكام سيطرته على الشام بَعد استسلام دمشق، ولم يكتفِ هولاكو بهذا القَدر، بل بدأ بالتخطيط لغَزو مصر، وكان أوّل ما فعله إرسال تهديد شديد اللهجة إلى السُّلطان قُطُز (سلطان مصر آنذاك)، فما كان من السُّلطان قُطُز إلّا أن ردَّ عليه ردّاً قويّاً؛ حيث قتل السُّفراء التتار، وبدأ بالإعداد العسكريّ، وجَمعَ قُوّاته، وجيشه، وأمرَ بالجهاد، والقتال في كافّة بلاد الإسلام، كما عيَّن القائد المصريّ ركن الدين بيبرس؛ ليكون قائداً لجيشه الذي انطلق إلى الشام؛ لملاقاة جيش التتار، أمّا هولاكو فقد أوعزَ قيادة الجيش إلى نائبَيه: كتبغا، وبيدر، فكان لقاء الجيشَين في معركة عين جالوت الشهيرة.

نتائح المعركة
إحكام الدولة الإسلاميّة سيادتها على ديار الشام، ومَحْو الاعتقاد السائد في نفوس بعض المسلمين بأنّ المغول قوّة لا يُمكن هزيمتها، حيث وصل بهم الحال إلى اليأس من النصر على التتار؛ بسبب ما حقَّقوه من فتوحات، وانتصارات في بلاد المسلمين. النفوذ الكامل للمماليك على بلاد الشام؛ فقد سيطروا على المنطقة المُمتَدَّة من حلب في الشمال، إلى بلاد النوبة في الجنوب، ومن نهر الفرات في الشرق، إلى بُرقة في الغرب. تحوُّل مناطق الشام إلى ولايات، أو نيابات كُبرى خاضعة لحُكم المماليك. انهيار الدولة الأيّوبية، وخضوع الحُكّام الأيّوبيين للسيادة المملوكيّة، ومنهم: الملك الأشرف موسى الذي استجابَ لقرارات المماليك بولاية حمص، والملك المنصور الذي تولَّى حُكم حماة، وخَلَفه أبناؤه من بَعده. نَيل المماليك مكانة مهمّة، وعظيمة في نفوس الملوك، والرعيّة، ودورهم البارز في حماية العالَم الإسلاميّ، واعتبارهم سلاطين شرعيّين للدولة الإسلاميّة، حيث امتدَّت شرعيَّتهم إلى الحجاز، وبلاد النوبة، وبادية الشام، وبلاد السودان الجنوبيّ، وبلاد بُرقة، والأجزاء الغربيّة من الدولة الحفصيّة. وَضْع حَدٍّ لزَحْف المغول إلى الغرب باتّجاه شمال أفريقيا، والمغرب العربيّ، وأوروبّا. تحسين العلاقات القائمة بين المماليك، والمغول من القفجاق المُسلمين في المناطق الواقعة إلى الشمال من بحر قزوين، والاتِّفاق في ما بينهم على تحالُف مُشترَك ضِدّ أسرة هولاكو المُسيطِرة على إيران، والعراق. فَشَل الخُطّة الصليبيّة في الشرق الأدنى بشأن التحالُف المُشترَك مع المغول؛ لمُحارَبة المسلمين، حيث فَشِلت هذه الخُطّة؛ بسبب هزيمة المغول في معركة عين جالوت، وهو ما مهَّد الطريق فيما بَعد لهزيمة الإمارات الصليبيّة في بلاد الشام. زيادة توتُّر العلاقات بين المماليك، والمغول الإيلخانيّين في بلاد فارس (إيران)، والعراق. محاولات المغول بشكل مُستمِرّ في استرداد بلاد الشام التي كانت واقعة تحت سيطرتهم، حيث خاضت العديد من المعارك، مثل: معركة حمص الأولى، ومعركة حمص الثانية، ومعركة شقحب، ومعركة دمشق، وغيرها من المعارك، والحروب. إجبار سلاجقة الروم في الأناضول على التحالُف مع المغول؛ لمُحارَبة المماليك، ممّا دَفَع المماليك إلى مُحارَبتهم، والقضاء على قُوّاتهم، والسيطرة على عاصمتهم آنذاك (قيسارية)، وكان ذلك في عام 675 للهجرة. استعادة الوضع الطبيعيّ للإسلام، من حيث مكانته كقُوّة كبيرة، ومُؤثِّرة، ويقول دي ميسبيل (الأُسقُف الغربيّ) في هذا الصدد: "وهكذا نرى الإسلام الذي أشرفت قُوّته على الزوال يستردُّ مكانته، ويستعيد قُوّته، ويصبح أشدَّ خطراً من ذي قَبل".ارتفاع الروح المعنويّة للمسلمين، حيث قال ابن كثير عن ذلك: "فما إن جاءت البشارة بالنصر صبيحة يوم الأحد السابع والعشرين من رمضان، حتى أتبعَهم المسلمون من دمشق يقتلون، ويأسرون، ويغنمون، ويستفِكّون الأسارى من أيدي المغول قهراً".انتقام المسلمين من الصليبيّين أشدَّ انتقام بعد أن بطشوا، ونكَّلوا بالمسلمين، واستغلُّوا احتلال المغول للشام، وآذَوا المُقدَّسات الإسلاميّة، وانتهكوا الحُرُمات، وبذلك كان انتصار المسلمين في معركة عين جالوت جزاءً وِفاقاً لما فَعَله الصليبيّون.


معركة أجنادين

0
معركة أجنادين هي معركة وقعت بين المسلمين والبيزنطيين عام 634  م قرب مدينة الرملة في فلسطين.

سبب معركة أجنادين: بعد الانتصار الكبير الذي حققه المسلمون بقيادة خالد بن الوليد -رضي الله عنه- على الروم وفتح مدينة بُصرى الواقعة في الجنوب السوري حاليًا، انتقل بجيشه وجيش أبي عبيدة بن الجراح إلى دمشق لمحاصرتها وفتحها تاركًا خلفه جيشًا بقيادة شرحبيل بن حسنة، في حين عاد يزيد بجيشه إلى الأردن وعمرو بن العاص بجيشه إلى جنوب فلسطين. استغلّ أحد قادة الجيش الروماني تفرق جيوش المسلمين في أرجاء بلاد الشام في مهاجمة بُصرى ومحاولة استردادها من المسلمين وجمع جيشًا تعداده 20 ألف مقاتلٍ بقيادة وردان، فتمكنت عيون المسلمين من رصد حركة الجيش الروماني على الرغم من اتخاذه طريقًا مضلِلًا عبر الأراضي اللبنانية حاليًا، وفي ذات الوقت بدأ تُذارِق -شقيق قيصر الروم هرقل- في تجميع الجيوش البيزنطية في موضعٍ يقال له جِلَّق -بلدة تتبع محافظة حلب حاليًا- حتى وصل عددهم إلى 70 ألف مقاتلٍ كما انضمت إليه القبائل العربية النصرانية في بلاد الشام. وصل خبر تجميع الجيوش البيزنطية إلى خالد بن الوليد وعبيدة بن الجراح في دمشق وأن غايتها استعادة بُصرى، فأصبح المسلمين أمام ثلاثة تحدياتٍ أولها الجيش البيزنطيّ الموجود خلف أسوار مدينة دمشق والثاني الجيش المتجه إلى بُصرى والثالث جيش تُذارِق في جِلَّق، وفي هذا الموقف تتجلّى فطنة خالد الحربية والذي أشار بتجمع الجيوش الإسلامية الخمسة المنتشرة في فلسطين والأردن وبُصرى وجيشا خالد وأبي عبيدة المحاصِرَان لدمشق في مكانٍ واحدٍ لملاقاة الروم والذي نتج .عنة معركة أجنادين.
أحداث معركة أجنادين:  بدأ خالد بن الوليد بمراسلة قادة الجيوش الإسلامية في بلاد الشام للتجمع في موضعٍ واحدٍ هو كما قال المؤرخون قرية عجور من قرى مدينة الخليل، ثم انطلق هو بجيشه وجيش أبي عبيدة من دمشق متجهين بسرعةٍ كبيرةٍ نحو موضع التجمع فلحِقت الحامية البيزنطية الموجودة خلف أسوار دمشق بجيش المسلمين واشتبكت مع مؤخرته مما اضطر خالد للتراجع وقتال جيش الحامية كي يجبرهم على العودة إلى دمشق وعدم اللحاق بالمسلمين، وبالفعل تمكن مما أراد، وفي ذات التوقيت انطلق شرحبيل بن حسنة من بُصرى سالكًا طريقًا في الصحراء كي لا يتبعه وردان بجيشه الذي خشي من لحاق المسلمين في الصحراء والتي لا يجيدون القتال فيها، وبعد عدة ايامٍ إلتقت الجيوش الخمسة في موضع التجمع بقيادة خالد بن الوليد القائد العام للجيوش وإجمالي عددهم 33 ألف مقاتلٍ، أما الروم فقد اختاروا قرية بيت جبرين لتجمع جيوشها من عدة أماكن وإجمالي عددهم 100 ألف مقاتلٍ. قسّم خالد -رضي الله عنه- الجيش إلى ميمنة بقيادة معاذ بن جبل وميسرة بقيادة سعيد بن عامر والوسط نصفين: النصف الأمامي للخيالة بقيادة سعيد بن زيد والنصف الخلفي للمشاة بقيادة أبي عبيدة -رضي الله عنهم أجمعين- وأمر الجميع بعدم البدء في القتال حتى يعطي إشارة البدء، فبدأ الروم بشن الهجمات على ميمنة وميسرة الجيش المسلم الذي اكتفى بالدفاع دون الهجوم في انتظار قرار القائد الأعلى للجيش -خطة خالد كانت تقتضي إضعاف جيش الروم حتى يسهُل على وسط الجيش الإسلامي مهاجمة وسط جيش الروم حيث يختفي قائدهم في الخلف فإن قُتِل تفرق جيشه-. في واحدةٍ من هجمات طرفَيْ جيش الروم على طرفيْ جيش المسلمين انتهز خالدٌ -رضي الله عنه- الفرصة لمهاجمة وسط جيش الروم فأعطى إشارة بدء القتال، فاقتحم جند المسلمين قلب جيش الروم كالسيل العَرِم حتى وصلوا إلى خيمة قائد جيش الروم وقُتِل فيها، وبمقتله تفرّق جيشه وتمزّق ما بين فارٍّ وقتيل وانتصر المسلمون انتصارًا عظيمًا.