غزوة الخندق | النور للمعلومات

غزوة الخندق

0
غزوة الخندق 
هي غزوة وقعت في شهر شوال من العام الخامس من الهجرة (الموافق مارس 627م) بين المسلمين بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم ،والأحزاب الذين هم مجموعة من القبائل العربية المختلفة التي اجتمعت لغزو المدينة المنورة والقضاء على المسلمين والدولة الإسلامية

سبب وأحداث غزوة الخندق
السبب الرئيسيّ لهذه الغزوة هو أن يهود بني النضير كانوا قد نقضوا عهدهم مع رسول الله الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم، وحاولوا قتله والقضاء عليه، فحاصرهم الرسول والمسلمون بسبب خيانتهم ونقضهم العهد. وعلى إثر ذلك بدأ اليهود بالكيد للمسلمين، حيث بدأوا بتأليب القبائل العربية وتحميعها لأجل مهاجمة المسلمين والقضاء عليهم، فتقاطعت المصالح كلها مع بعضها البعض، حيث تجمّع من معسكر المشركين كلَّاً من قريش وكنانة، غطفان والتي ضمّت بنو مرة، وفزارة، وأشجع، بالإضافة إلى سليم، وبنو أسد، ولأجل هذا أطلق عليهم اسم الأحزاب، حيث انضمّ إليهم يهود بني قريظة فيما بعد في خيانة يهوديّة أخرى. عندما وصل خبر هذا التحالف إلى مسامع المسلمين جلسوا للتشاور مع قائدهم الأعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار عليه سلمان الفارسيّ بحفر خندق حول المدينة المنورة يمنع المشركين الأحزاب من دخول المدينة واقتحامها، وبالفعل عمل المسلمون على حفر هذا الخندق بكل ما أتاهم الله من قوّة، فأتمّوا العمل قبل وصول المشركين، وعندما وصلوا تفاجؤوا به مفاجأة كبيرة، وضربوا حصاراً على المدينة المنورة استمر قرابة ثلاثة أسابيع تقريباً، وقد تعرض المسلمون خلال هذه الفترة إلى أذى كبير بسبب الجوع، والتعب، والإنهاك. تعرّض المسملون خلال هذه المعركة إلى نقض آخر من قبل اليهود ولكن هذه المرّة من قبل يهود بني قريظة، وقد تعامل رسول الله والمسلمون مع بني قريظة بحزم وقوّة وشدّة، حيث ساعد ذلك على التخفيف من وطأة انضمامهم إلى المشركين، كما استطاع جيش رسول الله أن يقطع الإمدادات التي كان يتمّ إرسالها من اليهود إلى جيش الأحزاب، مما أضعف موقف بني قريظة بشكل كبير، وبعد أخذ ورد لمدّة طويلة نسبيّاً من الزمن، وبعد أن استنفذ المشركون كافّة الوسائل لأجل اختراق صفوف المسلمين، وبعد عدّة محاولات ناجحة من جيش المسلمين، وبعد دعاء المسلمين الله تعالى بأن ينصرهم ويدحرهم خاسئين، شتّت الله تعالى تجمعهم الماكر بان أرسل عليهم الريح العاتية التي اقتلعت خيامهم، ودحرتهم عن المدينة، كما بثّ الله تعالى الرعب في قلوبهم، وبعد انتهاء المعركة اقتص رسول الله والمسلمون من بني قريظة بسبب خيانتهم ومكرهم من المسلمين ، وبعد هذا الاقتصاص فرغت المدينة المنورة من كلّ اليهود الذين كانوا فيها، وصارت بكاملها للمسلمين.

أهداف غزوة الخندق
إنَّ الحديث عن أهداف أيّ غزوة هو حديث عن المُراد والمُبتغى الذي وضعه الطرف الذي بدأ بالغزوة نصب عينيه قبل أن يبدأ الغزوة، ولأن غزوة الخندق بدأها وحرّض عليها وجمّع العرب إليها يهود بني النضير فإنَّ أهداف الغزوة هي أهداف يهود بني النضير بداية، وأهداف من وافق معهم على الغزو من القبائل العربية، وأمَّا أهداف يهود بني النضير فإنَّما هدفهم الرئيس كانَ الانتقام من المسلمين، بسبب إخراجهم من المدينة المنورة، وأمَّا قريش التي وافقت كانَ هدفها أن تُطفئَ لهيب الحصار الاقتصادي الذي فرضه المسلمون عليها بعد مهاجمتهم لقوافلها الراحلة إلى الشام واليت تمرُّ من المدينة، وأمَّا قبيلة غطفان ومن معها فكانت طامعة بتمر خيبر وفقًا للمعاهدة التي وقعتها مع يهود بني النضير وهي أن تشارك غطفان في الحرب على المدينة بجيش قوامه ستة آلاف مقاتل مقابل أن تأخذ تمر خيبر من يهود بني النضير عامًا كاملً.


نتائج غزوة الخندق
بعد ما وردَ من حدثي طويل عن أحداث تفصيلية لغزوة الخندق، إنَّه لجدير الذكر أن يتم المرور على نتائج غزوة الخندق والتي كانت على الشكل الآتي: النتيجة الأولى: انتصار عظيم للإسلام والمسلمين رغم قلّة عدد المسلمين وعتادهم، إلَّا أن تأييد الله عباده والحنكة العسكرية التي أبداها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أدّت إلى انتصار المسلمين على الأحزاب انتصارًا كبيرًا، قال تعالى في القرآن الكريم: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [٨]. النتيجة الثانية: كسر شوكة القبائل العربية وخاصة قبيلة قريش، وإظهار قوّة المسلمين وهيبتهم بين القبائل العربية. النتيجة الثالثة: أدّت غزوة الخندق إلى استقرار الوضع الأمني والاقتصادي في مدينة رسول الله، واطمأنَّ رسول الله بعد غزوة الخندق وطمأنَ أصحابه حين قال لهم بعد غزوة الأحزاب أو غزوة الخندق: "الآنَ نغزُوهم ولا يغزُونا.



لا يوجد تعليقات

أضف تعليق