عمر بن الخطاب | النور للمعلومات

عمر بن الخطاب

0
عمربن الخطاب 
هو ثاني الخلفاء الراشدين ومن كبار أصحاب الرسول محمد، وأحد أشهر الأشخاص والقادة في التاريخ الإسلامي ومن أكثرهم تأثيرًا ونفوذًا. هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهّادهم.

إسلام عمر بن الخطاب 
رُوي في قصة إسلام عمر بن الخطاب أنّه سمع عن إسلام أخته فاطمة وزوجها سعيد، فانطلق باتجاههما بُغية أذيتهما لهذا، وكان عندهما خبّاب بن الأرت يعلمهما القرآن الكريم، فلمّا طرق عمر -رضي الله عنه- الباب، اختبأ خبّاب، ودخل عمر غاضباً فضرب أخته فشجّها، ثمّ طلب إليها أن تناوله الصحيفة التي في يدها فرفضت؛ لأنّه كافرٌ نجسٌ، وهذه الصّحيفة فيها قرآنٌ مطهّرٌ، وطلبت إليه أن يغتسل قبل أن يَمسّها، ففعل، ثمّ أخذها فقرأ منها سطراً واحداً، فانشرح صدره لها، فسأل أخته عن مكان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فخرج خبّاب من مخبأه، ودلّه على مكان النبيّ عليه السلام، فانطلق إليه عمر بن الخطاب، يطرق الباب، فلمّا عرف الصحابة أنّه عمر خافوا ووَجِلوا؛ لأنّه كان شديداً عليهم، فطمأنهم النبي صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ أذن له فدخل، فلم يكد يرى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حتى نطق الشهادتين وأعلن إسلامه. كان إسلام عمر بن الخطاب انفراجاً لضيق المسلمين، وفتحاً لهم، وقد فرحوا بإسلامه فرحاً عظيماً، إذ أمِن المسلمون بعد إسلامه أنْ يُصلّوا في جوار الكعبة، وقد كانوا يخافون قبل ذلك، وقد حسن إسلام عمر رضي الله عنه، وفَاقَ مَن قبله ومَن بعده، حتى امتدحه النبيّ -عليه السلام- في أكثر من موضعٍ، إذ قال فيه مرّةً: (إنّ اللهَ جعل الحقّ على لسانِ عمر وقلبِه)، وقال عنه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كذلك: (قد كانَ يكون في الأمم قبلكم محدّثون، فإن يكن في أمتي منهم أحد فإنّ عمر بن الخطاب منهم)، وإنّ لعمر -رضي الله عنه- توافقٌ مع القرآن الكريم كذلك؛ إذ تعدّدت الكلمات التي قالها عمر، ثمّ نزل القرآن الكريم في نفس لفظه، وذلك مثل سؤاله للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنْ يتخذ من مقام إبراهيم مصلّى، فنزلت الآية الكريمة بعد ذلك: (َاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى)، وفي موضعٍ آخرٍ حين ثارت الغيرة بين نساء النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فحذّرهنّ بطريقة نزلت فيها الآية بعد ذلك، وهي الآية الكريمة: (عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا).

نبذة عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-
هو عمر بن الخطاب بن نوفل بن عبد العزى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، يلتقي نسبه بنسب النبي -صلى الله عليه وسلم- في كعب، أما أمه فهي حنتمة بنت هشام المخزومية، وهي أخت أبي جهل الذي حارب الدعوة الإسلامية، وسعى إلى القضاء عليها في مهدها. بدأت قصة إسلامه بعد أن علم عن إسلام أخته فاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد -رضي الله عنهما-، فذهب إلى بيتها، وكان في البيت سيدنا خباب بن الأرت -رضي الله عنه- يقرأ لهما من صحيفة مكتوبة سورة طه، فحين دخل عمر إلى البيت ضرب زوجها، ولطم أخته على وجهها فسال الدم من وجهها، وحينها أشفق على أخته وحين علم بأمر الصحيفة أخذها وقرأها فشرح الله صدره للإسلام. كان دور سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه محوريًا في جهر المسلمين بالدعوة الإسلامية في مكة، حيث كان في بدايات الدعوة الإسلامية من أشد المعادين للمسلمين، وبعد أن دخل في دين الله تعالى كبّر الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وكبر المسلمون على هذا الخبر العظيم، وبعد إسلامه مباشرة أشار إلى النبي الكريم بالجهر بالدعوة الإسلامية الحقّة، لأن المسلمين على الحق، والمشركين على ضلال، فخرج المسلمون مكبرين جاهرين بالدعوة الإسلامية في وسط مكة.
صفات الشخصية العمرية
عرف عن سيدنا عمر -رضي الله عنه- شجاعته الكبيرة، وكان من الرجال الأشداء المهابين في مكة، وعرف عنه قوته الجسدية، ومهارته في القتال، حيث كان من أهم فرسان مكة، فلا يستطيع أحد يدخل الخوف في قلبه أو يؤثر عليه، وهذا ما دفع النبي الكريم إلى تلقيبه بالفاروق الذي يفرق الله به بين الحق والباطل، وظهرت قوة الشخصية العمرية في هجرته إلى المدينة المنورة، فهو من الصحابة الذين هاجروا جهرًا، دون أن يستطيع أحد من كفار قريش أن يثنيه عن الهجرة، أو يقف في طريقه.

فتوحات عمر بن الخطاب
استطاع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- خلال فترة حكمه أن يُحرر الكثير من المناطق الواقعة تحت سيطرة قريش، والروم، والفرس، حافرًا بذلك اسمه بماء الذهب كأفضل وأشهر القادة في العصر الإسلامي وأكثرهم حنكًة وذكاءً في قيادة المعارك والحروب، حيث توسعت في عصره رقعة الدولة الإسلامية لتشمل كلًا من القدس والتي سيطر عليها المسلمين لأول مرة في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، والعراق، ومصر، وليبيا، والشام، وفارس، وخراسان، وشرق الأناضول، وجنوب أرمينيا، وسجستان، وكامل بلاد فارس، وجزء كبير من أراضي الإمبراطورية البيزنطية، وفيما يلي سيتم استعراض أشهر فتوحات عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-. معركة اليرموك جرت معركة اليرموك في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، بين المسلمين، والبيزنطيين (الروم)، حيث كانت هذه المعارك أولى المعارك التي خطط لها سيدنا عمر -رضيّ الله عنه-، بعد حروب الرِدّة، حيث أرسل جيشًا من المسلمين إلى بلاد الشام قِوامُه الألف المقاتلين، بقيادة كلٍ من الصحابة (شرحبيل بن حسنة، أبو عبيدة عامر بن الجراح، يزيد بن أبي سفيان) -رضيّ الله عنهم-، حيث جرت هذه المعركة على أرض الشام، وأسفرت عن انتصار المسلمين، وسيطرتهم على العراق، وبلاد فارس، وبلاد الشام. معركة القادسية جرت معركة القادسية على أرض العراق بين جيوش المسلمين والفرس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، حيث بدأت مجريات المعركة عندما طلب الفرس من المسلمين أن يخرج عليهم مُقاتل منهم لمبارزته، فطلب الفاروق من إحدى رجال المسلمين أن يخرج لهم، ولم يكن اختيار الخليفة لذلك المُقاتل عشوائيًا، حيث أنه كان معروفًا عند العرب والمسلمين بشدة ذكائه وحنكته في القتال، إضافة إلى عزته وكرامته، حيث دخل على الفرس في زي الفرسان مُتعمدًا حتى يُشعرهم باستخفافه لهم، وبعد انتهاء المبارزة بانتصار المسلمين، طلب الفُرس من المسلمين إمهالهم ثلاث أيام، ومن ثم التحم الجيشين، وخلال المعركة شبّت ريحٌ بأمر من الله -سبحانه وتعالى- على صفوف جيش الفرس أضعفتهم قوتهم، وانتهت المعركة بانتصار المسلمين وفتح بلاد العراق. فتح مصر كانت مصر في فترة حكم الخليفة عمر تحت حكم الرومان، وكانت الديانة المسيحية هي الديانة الرسمية في البلاد، ونظرًا لإساءة معاملة الروم مع الشعب المصري، أمر الخليفة الفاروق الصحابي الجليل عمرو بن العاص -رضي الله عنه- بالتوجه من الشام إلى مصر فاتحًا، حيث استطاع عمرو بن العاص -رضي الله عنه- ومن معه من فتح مصر دون قتال من جهة العريش، ومن ثم أكملوا مسيرتهم إلى أن وصلوا إلى الفارما التي حاصروها لمدة خمسة وأربعون يوم ومن ثم تمكنوا من فتحها، ومن ثم أكملوا فتوحاتهم حتى وصلوا بلبيس، وبدأ جيش المسلمين بالتوسع داخل مصر، حتى استطاعوا تحريرها بالكامل، وأصبحت تحت سيطرة الدولة الإسلامية.


استشهاده
روت أمّ المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- أنّ أباها عمر بن الخطاب كان يسأل الله -تعالى- الشهادة في سبيله في بلد رسوله عليه السلام، ولقد أجاب الله -تعالى- دعوته؛ فقد خرج يوماً على المنبر يخاطب المؤمنين يقول لهم: (إنّي رأيتُ رؤيا كأنّ ديكاً نَقرَني نَقرتين، ولا أرى ذلكَ إلا لِحُضور أجلي)،ولقد أخبر عمر أسماء بنت عُميس برؤياه، فأوّلت ذلك بأنْ يقتله واحدٌ من العجم، فكان كذلك؛ ففي صلاة الفجر في يومٍ كان يسوّي الفاروق الصفوف ثمّ كبّر للصلاة، فما إنْ كبّر حتى صاح: (قَتلَني الكلب)، إذ تلقّى طعناتٍ من مجوسيّ يُقال له (فيروز)، ثمّ هرب هذا المجوسيّ يقتل من يمرّ عليه من الناس فقتل سبعةً آخرين، فأقبل إليه رجلٌ من المسلمين ألقى عليه بُرنساً ولفّه به، فلمّا أيقن المجوسيّ أنّه قد أُلقي القبض عليه نحر نفسه فمات من فوره، وبقي عمر -رضي الله عنه- ينزف دماً بضع ساعاتٍ، أرسل فيها إلى أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- يستأذنها أنْ يُدفن بجوار صاحبيه رسول الله وأبي بكرٍ فأذنت له، ثمّ فارق الفاروق الحياة -رضي الله عنه- بعدها، ودُفن كما سأل الله تعالى، بمدينة صاحبه صلّى الله عليه وسلّم.


لا يوجد تعليقات

أضف تعليق