الدولة المملوكية
هي إحدى الدُول الإسلاميَّة التي قامت في مصر خِلال أواخر العصر العبَّاسي الثالث، وامتدَّت حُدُودها لاحقًا لِتشمل الشَّام والحجاز، ودام مُلكُها مُنذُ سُقُوط الدولة الأيوبيَّة سنة 648هـ المُوافقة لِسنة 1250م، حتَّى بلغت الدولة العُثمانيَّة ذُروة قُوَّتها وضمَّ السُلطان سليم الأوَّل الديار الشَّاميَّة والمصريَّة إلى دولته بعد هزيمة المماليك في معركة الريدانيَّة سنة 923هـ المُوافقة لِسنة 1517م.
المماليك البحريّة
سُمّي المماليك البحريّة بهذا الاسم كونهم يعيشون بالقربِ من البحرِ؛ أيّ بالقربِ من نهر النّيل الذي كان يُسمّى بحر في ذلك الوقت، وقد سكنَ المماليك بجانبِ البحرِ في قلعةٍ بناها لهم الملك الصّالح أيّوب، حتى يصبحون قريبين من قصرهِ، فكان قصر الملك الصالح أيّوب، وقلعة المماليك البحريّة في القاهرة في منطقة تسمّى الرّوضة، وقد كان للماليك مناصب مهمّة في الدّولة والجيش، فكان فارس الدّين أقطاي يليه ركن الدّين بيبرس من القادة المهمّين في عهد الملك الصّالح أيّوب.
سُمّي المماليك البحريّة بهذا الاسم كونهم يعيشون بالقربِ من البحرِ؛ أيّ بالقربِ من نهر النّيل الذي كان يُسمّى بحر في ذلك الوقت، وقد سكنَ المماليك بجانبِ البحرِ في قلعةٍ بناها لهم الملك الصّالح أيّوب، حتى يصبحون قريبين من قصرهِ، فكان قصر الملك الصالح أيّوب، وقلعة المماليك البحريّة في القاهرة في منطقة تسمّى الرّوضة، وقد كان للماليك مناصب مهمّة في الدّولة والجيش، فكان فارس الدّين أقطاي يليه ركن الدّين بيبرس من القادة المهمّين في عهد الملك الصّالح أيّوب.
المماليك البرجيّة
سُميّ المماليك البرجيّة بهذا الاسم لأنّهم عاشوا في أبراجِ القلعة، كما أنّ هذا الإسم أُطلق عليهم؛ حتى يتمّ التّفريق بينهم وبين المماليك البحريّة، وقد استعان بهم السلطان قلاوون بشكلٍ كبيرٍ؛ نظراً لقوتهم وشجاعتهم، وقد كان مؤسّسُ هذه الدّولة هو السّلطان برقوق، وقد تعاقب خمسةٌ وعشرون سلطاناً على حكمِ دولة المماليك البرجيّة، واستمرّ حُكمهم 134 سنة.
الفنون والصّناعات في عهد المماليك
كانَ للمماليكِ اهتمامات وإبداعات في الفنون بشتّى أنواعها من فنٍّ عمرانيّ، وصناعاتِ الزّجاج، والنّسيج، وكذلك الخشب، وقد دعمت تجارتهم الجّيّدة هذه الصناعات، وجعلتهم يعيشون في رفاهيّةٍ بالرغمِ من وجودِ بعضِ الخلافاتِ والصّراعاتِ داخل الدولةِ المملوكيّة، ومن أهم هذه الصّناعات والفنون: صناعةُ الزّجاج: تعدُّ المشكاة (مصباح المسجد) من أهم النّماذج والأمثلة على إتقانِ المماليك لصناعةِ الزّجاج؛ حيثُ أبدعَ المماليك في صناعةِ الزّجاج بشتّى أنواعه شفافاً كان أم مُلوناً، وقد قاموا بزخرفتهِ بطرقٍ مختلفةٍ، منها: التّطعيمُ الملّون، والتّحزيز، والقطع. صناعةُ الأنسجة: تميّز المماليكُ في صناعتهم للسجّاد الدّمشقيّ، وكانت لهم طريقةً مميزةً في زخرفةِ السّجاد وألوانه، وكذلك في طريقةِ حياكته، كما أنّ في متحف الميتروبوليتان في فيينا بعض من النماذج عنه. صناعةُ الأواني المعدنيّة: الصّناعات المعدنيّة أبرزت لنا مدى إبداع المماليك في الزخارفِ والرّسومات الّتي كانوا يُزيّنون بها الأواني، وخصوصاً تلك التي كانت تُقدّم كهدايا، فقد زيّنوها بأشكالٍ هندسيّةٍ غاية في الدّقة، إضافةً إلى نقوشٍ بالخطِ الكوفيّ، وكذلك خط النّسخ، عدا عن تلك الأواني المزيّنة بصورِ الحيوانات والطّيور. المخطوطات المُذهّبة: اهتمّ المماليك بالمخطوطات، وخصوصاً مخطوطات المصاحف، فظهر هذا الاهتمام بطريقةِ تزيين المصاحف؛ بإضافةِ زخارفٍ وخطوطٍ جميلةٍ بالخطِ النسخيّ وخط الثّلث، ونجدُ أمثلةً على هذهِ المخطوطات في دار الكتب في القاهرة، وكذلك في متحفِ دبلن شيستر بيتي.
ضَعف الدولة المملوكيّة
ضَعف الدولة المملوكيّة
شَهِدت دولة المماليك سنوات من الرخاء والازدهار، إلّا أنّها في منتصف القرن الرابع عشَر بدأت تعاني بعض عوامل الانهيار، والضَّعف الدِيموغرافيّ، والاقتصاديّ، ومن أهمّ عوامل ضَعْف الدولة المملوكيّة:انتِشار مرَض الطاعون. الهجمات البحريّة التي تعرَّضت لها دولة المماليك من قبل جنوة، والبندقيّة. قِيام قُبرص الصليبيّة بنَهب الإسكندريّة عام 1365م. تعرُّض الساحل السوريّ إلى الهجوم من قِبل مملكة قُبرص الصليبيّة. هجمات تَيمورلَنك على سوريا في عام 1400م، ونَهْبه لكلٍّ من حلب، ودمشق. تعرُّض الموانئ السوريّة للهجوم من قِبل المارشال جان بوسيكو عام 1403م. تُعَدُّ فترة حكم قانصوه الغوريّ المرحلة الأخيرة في حُكم الدولة المملوكيّة؛ حيث كان قانصوه آخِر السلاطين فيها، وفي عهده تعرَّضت تجارة المماليك للانهيار؛ وذلك بسبب اكتشاف رأس الرجاء الصالح، حيث اتَّسع النشاط التجاريّ للبرتغاليّين في المحيط الهندي بعد هذا الاكتشاف، وكانت نهاية قانصوه الغوريّ في معركة مَرْج دابِق، التي هُزِم فيها المماليك على يد السلطان سليم العثمانيّ، إلّا أنّ نهاية المماليك لم تأتِ مع مَقتَل قانصوه الغوريّ؛ إذ إنّ المماليك كانوا يحكمون مِصر على الرّغم من أنّها أصبحت خاضعةً للحُكم العثمانيّ، وقد كان القضاء على المماليك من أهمّ الأهداف لحَملة نابليون على مِصر، فقد أظهر نابليون للناس أنّه جاء ليُحرِّرَهم من ظُلم العبيد (المماليك)، وفي تلك الأثناء خاض المماليك العديد من المعارك ضدّ الفرنسيّين، من أهمّها: معركة شبراخيت: وفي هذه المعركة هُزِم المماليك من قِبَل الفرنسيّين. معركة الأهرامات: وقد خاض المماليك هذه المعركة في إمبابة، وهُزموا فيها أيضاً. معركة الصالحيّة: خاض المماليك هذه المعركة، وأثبتوا فيها قُوّتَهم وشجاعتَهم. أَضعفَت حملةُ الفرنسيّين المماليكَ بشكلٍ كبيرٍ، وقد كانت نهايتهم على يد مُحمَّد علي باشا الذي قضى على قادتهم؛ ففي الأوّل من آذار من عام 1811م، دَعا مُحمَّد علي باشا القادة المماليك إلى قلعة القاهرة للاحتفال بتعيين ابنه في قيادة الجيش (أحمد طوسون)، وأمر جنوده بقَتْل كلِّ المماليك عند خروجهم من القلعة، وهذا ما حدث فعلاً، حيث تمَّ القضاء على كلِّ من كان في القلعة من المماليك، وانتهى بذلك عَهد المماليك ووجودهم في مِصر.
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق