النور للمعلومات: شخصيات تاريخية

404

الصفحه التي تبحث عنها غير موجوده

علي بن ابي طالب

0
علي بن ابي طالب
هو علي بن ابي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف ،و أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، فهو من أبوين هاشميين و من أشرف بطون قريش وأكرمها ،وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهما من أبوين شقيقين.

إسلام علي بن ابي طالب 

أسلم عليٌّ رضي الله عنه وهو صبيُّ صغيرٌ حيث كان يقيم مع النبي عليه السلام في بيته؛ فهو بذلك أول من أسلم من الصبيان. وهو ثالث من أسلم وآمن بدعوة الرسول بعد كلٍّ من أم المؤمنين خديجة بنت خويلد وأبي بكرٍ الصِّديق رضي الله عنهم أجمعين. نام في فراش النبي عليه السلام عندما اُمر بالهجرة من مكة إلى يثرب كي يظن كفار قريشٍ والمتربصون بالنبي بأنه ما زال في بيته؛ فأقدم عليٌّ على هذه التضحية دون خوفٍ أو وجلٍ لحماية النبي عليه السلام. هاجر إلى المدينة ولحق بركب المسلمين هناك بعد ثلاثة أيامٍ من هجرة الرسول وصاحبه. أخاه الرسول مع نفسه عندما آخى بين المهاجرين والأنصار في المدينة. شارك رضي الله عنه في كافة الغزوات مع الرسول صلى الله عليه وسلم ما عدا غزوة تبوك حيث أمره النبي بالبقاء في المدينة وتسيير أمورها في غيابه. بايع كغيره من الصحابة الخلفاء الثلاث أبو بكرٍ، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان رضي الله عنهم، وجاهد معهم في غزواتهم وحروبهم لنصرة الإسلام والمسلمين. وهو أحد العشرة الذين بشرهم الرسول بالجنة.


صفات علي بن ابي طالب 
عُرف علي بن أبي طالب بالعديد من الصفات ومنها: البراعة والشدة والثبات في القتال وأثناء المعارك. الفصاحة وطلاقة اللسان. الحكمة. الشجاعة والقوة والإقدام. الزُّهد. العدل والإنصاف. التقوى والورع. الأمانة والحرص الشديد على مصلحة المسلمين.

خلافة علي بن ابي طالب

بعد ان استشهد عثمان بن عفان رضي الله عنه جاء بعض الناس يعرضون على علي بن ابي طالب رضي الله عنه أن يتولى الخلافة ، وإعطاء البيعة له ، فأبي علي بن أبي طالب ذلك وأنكر عليهم بأن أمر البيعة ليس لهم ، وإنما البت في هذا الأمر يملكه أهل الحل والعقد - أهل الشورى - من أكابر الصحابة كطلحة بن عبيدالله والزبير بن العوام وغيرهم من القادة والأمراء جاء الناس في المرتبة الثانية وفي مقدمتهم أهل الشورى يطلبون من علي بن أبي طالب رضي الله عنه تولي إمارة المؤمنين فرفض ذلك ، فألحوا عليه في السؤال والطلب فجلس في بيته ، ولكن الناس دخلوا عليه في بيته وفي مقدمتهم طلحة بن عبيدالله والزبير بن العوام وقالوا له : إن هذا الامر لا يمكن بقاؤه بلا أمير ، و ألحوا عليه في أن يقبل بالإمارة ، فقبلها علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه بعد إلحاح المسلمين الشديد بعد أن قبل علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه الإمارة ، دخل المسجد فبايعه الناس البيعة العامة ، يوم الجمعة لخمس بقين من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين للهجرة صعد بعد ذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى المنبر وخطب أول خطبة بعد ان تولى الإمارة ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن الله تعالى أنزل كتاباً هادياً بين فيه الخير والشر ، فخذوا بالخير ودعوا الشر ، إن الله تعالى قد حرم حرماً مجهولة ، وفضل حرمة المسلم على الحرم كلها ، وشد بالإخلاص والتوحيد حقوق المسلمين ، و المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده إلا بالحق ، لا يحل لمسلم أذى مسلم إلا بما يجب ،بادروا أمر العامة ، وخاصة أحدكم الموت ، فإن الناس امامكم ، و إنما خلفكم الساعة تحدو بكم ، فخففوا تلحقوا ،فإنما ينتظر بالناس أخراهم ن واتقوا الله عباده في عباده وبلاده ، فإنكم مسؤولون حتى عن البقاع و البهائم ، ثم أطيعوا الله ولا تعصوه ، وإذا رأيتم الخير فخذوه ، وإذا رأيتم الشر فدعوه.

وفاة علي بن ابي طالب 
توفي علي بن أبي طالب مقتولًا على يد عبد الرحمن بن ملجم عندما طعنه بخنجرٍ مسمومٍ. اختلف الرواة في تحديد وقت الطعن أثناء صلاة الفجر أم أثناء توجهه للصلاة في جامع الكوفة. قال عند طعنه: فزتُ ورب الكعبة. كانت وفاته بعد ثلاثة أيامٍ من الطعن وقد عجز الأطباء عن استخراج السم من جسده. انتقلت روحه الطاهرة إلى الرفيق الأعلى في شهر رمضان ليلة الحادي والعشرين لسنة 50 للهجرة الموافق لسنة 661م عن عمرٍ ناهز السادسة والأربعين.




عثمان بن عفان

0
عثمان بن عفان
أبو عَبدِ اللهِ عُثمَانُ بْنُ عفَّانَ الأُمَوِيُّ القُرَشِيُّ ثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين إلى الإسلام. يكنى ذا النورين لأنه تزوج اثنتين من بنات الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث تزوج من رقية ثم بعد وفاتها تزوج من أم كلثوم.

مولد عثمان بن عفان 
وُلد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بعد عام الفيل بست سنوات.

إسلام عثمان بن عفان 
عندما أسلم أبو بكر الصّديق -رضي الله عنه- بدأ يدعو إلى الإسلام من كان يجلس في مجالسه، ومن وَثِق به من الرّجال، فكان ممّن استجاب لدعوته: عثمان بن عفان، والزبير بن العوّام، وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم، حيث أتَوا إلى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم فتلى عليهم القرآن، وعَرَضَ عليهم الإسلام فآمنوا، وكان عثمان بن عفان يقول: إنّي لرابع أربعة في الإسلام.

صفات عثمان بن عفان 
كان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- لا يتّصف بالطول ولا بالقصر، وكان أسمر اللون، وحَسَن الوجه، ورقيق البشرة، وكثير شعر الرأس، وعظيم اللحّية.
خلافة عثمان بن عفان 
عندما استشهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لم يولي أحدًا الخلافة، بل جعلها شورى بين ستة من صحابة رسول الله وهم: عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله وأبو عبيدة بن الجراح والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص، وأمر أن يحضر معهم في الشورى ابنه عبد الله، ولكن دون أن يكون له من أمر الخلافة شيء، وعندما اجتمعوا ليختاروا الخليفة بعد عمر، تنازل سعد عن الخلافة لعبد الرحمن بن عوف، وتنازل كلٌّ من طلحة والزبير لعثمان، وتنازل عنها أيضًا عبد الرحمن بن عوف، ليبقى الأمر بين عليٍّ وعثمان، تولى عبد الرحمن بن عوف سؤال الناس عن رأيهم بمن سيكون الخليفة، دارَ المدينة كلَّها فلم يترك رجلًا أو امرأةً أو عجوزًا حتى الأولاد، فاستقرَّ الأمر أخيرًا على تولي عثمان بن عفان الخلافة عام 23 هجرية، ليكون بذلك ثالث الخلفاء الراشدين وأمير المؤمنين  استمرت خلافة عثمان بن عفان اثنتا عشرة عامًا، لم تكن كلُّها في فتنة واضطرابات بل كانت في بدايتها مليئة بالعطاء والفتوحات الإسلاميَّة والانجازات التي قام بها عثمان بن عفان -رضي الله عنه- في العشر سنوات الأولى من خلافته، بعد أن استلم الخلافة لم يغير في سياسة عمر المالية شيئًا ووسَّع على الناس وسمح لهم بالتملك وبناء القصور، وكانت سنوات خلافته سنوات رخاء وأمن، وقد أصدر كتابًا للعامة وكتابًا لعماله على الأمصار يشرح فيهما سياسته التي سيتبعها في إدارة شؤون المسلمين وكان من تلك السياسة أن تؤخذ حقوق بيت مال المسلمين، وأن تُعطى الحقوق للفقراء من بيت مال المسلمين وأخذ الجزية من أهل الذمة بالحق وعدم ظلمهم وإعطاءهم حقوقهم جميعها، وأن يتخلَّق العمال على الأمصار بالوفاء والأمانة، ولم يكن عثمان قد عزل عمال الأمصار الذين كانوا في خلافة عمر، بل أبقى الكثير منهم وعزل بعضهم بحسب الحاجة، وعين من هم أهلٌ لذلك بمساعدة مشورة الصحابة ولم يتبع عثمان ديدن عمر في القضاء والخصومات حيث أنَّ عمر -رضي الله عنه- كان قد ترك الاستقلال في فصل الخصومات للقضاة، أما عثمان فقد كان يفضُّ الخصومات بنفسه، بعد أن ينْظرَ المشورة من الصحابة، وقد جاء في أحدِ الكتب أنَّه في عهد عثمان بُنيت أول دار قضاء في الإسلام، بعد أن كان المسجد هو مكان القضاء، ومن أشهر القضاة في خلافته زيد بن ثابت وشريح القاضي وأبو الدرداء وأبو موسى الأشعري، أما تعامله مع القرآن فقد خاف عثمان بن عفان على القرآن الكريم بعد أن دخلت بلاد العرب والعجم في الإسلام، وتعدد لغاتُ ولهجاتُ المسلمين، فأمر بنسخ المصحف الذي كان قد جمع في عهد أبي بكر ونسخ منه ثمان نسخ وزعها على الأمصار وأمر بحرق كلِّ مصحف غيرهاويتحدث بحث عن خلافة عثمان بن عفان حول الفتوحات الإسلامية، فقد توسعت الدولة الإسلامية في عهده، وفُتحت في عهده أرمينية وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرص، وقد كان في عهده أول أسطول إسلامي بُني لحماية شواطئ البلدان الإسلامية من هجوم الروم، وكانت الفتوحات في كل الجبهات، فأما جهة المشرق فقد اجتمعت الجيوش الإسلامية في الكوفة والبصرة، وكان قائد جيش الكوفة الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وقد فتح بجيشه أذربيجان، وكان من القادة في الكوفة سعيد بن العاص الذي خرج مع جيشٍ يريد خراسان ومعه من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم -الحسن والحسين، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير، وخرج القائد عبد الله بن عامر أيضًا إلى خراسان وفتح أبرشهر وطوس وبيورد ونسا حتى بلغ سرخس، وصالح أهل مرو، وأما في الفتوحات على جبهة الشام فكان من أبرز القادة المسلمين الذين غزوا أرمينية حبيب بن مسلمة الفهري وقد فتح العديد من الحصون التابعة للروم مثل شمشاط وملطية والحصون القريبة من أنطاكيا، و كان أول غزو بحري في الإسلام في زمن عثمان بن عفان على جبهة الشام في البحر المتوسط، وكانت الفكرة للصحابي معاوية بن أبي سفيان، ووافق الخليفة عثمان بن عفان على بناء الاسطول البحري وغزو البحر ولكنَّه اشترط على معاوية ألا يُكره أحدًا على ركوب البحر من المجاهدين، وبُني الأسطول وخرج المسلمون لغزو قبرص سنة 28هجرية، وقد كانت انطلاق السفن الإسلامية من ميناء عكا في فلسطين، وكان في الاسطول عبادة بن الصامت وامرأته أم حرام بنت ملحان أولى الشهداء في قبرص، ومعهم أبو أيوب الأنصاري، وأبو الدرداء، وأبو ذر الغفاري، حاصر المسلمون قسطنطينا عاصمة قبرص وماهي إلا ساعات وقد طلب أهلها الصلح ووافق المسلمون عليه، وأما من الجبهة المصرية فبعد أن أظهر أهل الاسكندرية التمرد على المسلمين، وكان والي مصر آنذاك عبد الله بن سعد بن أبي السرح، بعد أن قام عثمان بعزل عمرو بن العاص ولكن بطلب من أهل مصر أبقى عثمان على عمرو بن العاص على ولاية مصر وقام عمرو وجيوشه برد جيوس الروم وإعادة الاسكندرية إلى قبضة المسلمين عام 24هجرية، وقد فتح عمرو بن العاص أيضًا من جهة الغرب برقة وزويلة وطرابلس الغرب، وصالح أهل البلاد المفتوحة على الجزية، ولكنَّ شمالها فكان ما يزال في قبضة الروم، وقد عزل عثمان عمرو بن العاص عن ولاية مصر عام 26 هجرية وولى عبد الله بن سعد بن أبي السرح وقد فتح عبد الله بلاد النوبة أي ما يسمى اليوم السودان بعد أن هادن أهلها وذلك عام 32 هجرية، وقد توغل عبد الله بن سعد بن أبي السرح في أفريقيا فاتحًا وخرج معه الحسن والحسين، وابن عباس وابن جعفر وغيرهم، وظهر حينها قائد من قادة الإسلام الذي ذاع صيته كأول الفاتحين لأفريقية وهو عقبة بن نافع، وسيطر المسلمون على السواحل الرومانية من ردوس حتى برقة، فأحسَّ الروم بالهزيمة المفجعة فجمع قسطنطين بن هرقل ملك الروم أسطولًا من ألف سفينة ليسترجع السواحل من المسلمين، وعندما سمع عثمان بن عفان بأمر الأسطول كتب لعبد الله بن أبي السرح ليجهز السفن الإسلاميَّة لردع هذا الأسطول، وأرسل معاوية مراكب الشام بقيادة بسر بن أرطأة لتجتمع مع مراكب عبد الله، ودارت أول معركة بحرية يخوضها المسلمون، وهي معركة ذات الصواري وانتهت بنصر المسلمين وفرار قائد الروم قسطنطين وانهاء نفوذ الروم على البحر المتوسط وكانت في عام 35هجرية. وفي نهاية بحث عن خلافة عثمان بن عفان يجب التطرق إلى الفتنة التي بدأت بالظهور وكان المحرك الأول لها بحسب مذهب أهل السنة والجماعة هو عبد الله بن سبأ اليهودي، الذي أعلن إسلامه في عهد عثمان، وقد ظهرت الفتنة بسبب الرخاء الذي عاشه المجتمع الإسلامي والشائعات التي أطلقها عبد الله بن سبأ في كل البلاد الإسلاميَّة والتي طالت سيدنا عثمان، وظهور أجيال جديدة غير الصحابة، كلٌّ ذلك أمنَ الجو الملائم للمنافقين ليخوضوا بين المسلمين، وبدأت الفتنة بالتوسع وبدأ الناس بالاجتماع حولها ومناصرتها، وأراد الصحابة ردهم ولكنَّ عثمان رفض ذلك ورفض أن يراق دم مسلم واحد في عهده، وامتد مناصرو الفتنة حتى وصلوا دار عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وحاصروه في داره، ثم هاجموه وقتلوه وسقطت دماؤه على المصحف الشريف، حيث كان يقرأ قوله تعالى: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، ودُفِن في البقيع.

استشهاد عثمان بن عفان
قُتِل عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ظُلماً في اليوم الثامن عشر، من ذي الحِجّة، من السنة الخامسة والثلاثين للهجرة، وقد كان مقتله على يد جماعة مارقة اختلفت أغراضهم وأهواءهم، ولكنّهم اتّفقوا على عزل الخليفة وقتله.


عمر بن الخطاب

0
عمربن الخطاب 
هو ثاني الخلفاء الراشدين ومن كبار أصحاب الرسول محمد، وأحد أشهر الأشخاص والقادة في التاريخ الإسلامي ومن أكثرهم تأثيرًا ونفوذًا. هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهّادهم.

إسلام عمر بن الخطاب 
رُوي في قصة إسلام عمر بن الخطاب أنّه سمع عن إسلام أخته فاطمة وزوجها سعيد، فانطلق باتجاههما بُغية أذيتهما لهذا، وكان عندهما خبّاب بن الأرت يعلمهما القرآن الكريم، فلمّا طرق عمر -رضي الله عنه- الباب، اختبأ خبّاب، ودخل عمر غاضباً فضرب أخته فشجّها، ثمّ طلب إليها أن تناوله الصحيفة التي في يدها فرفضت؛ لأنّه كافرٌ نجسٌ، وهذه الصّحيفة فيها قرآنٌ مطهّرٌ، وطلبت إليه أن يغتسل قبل أن يَمسّها، ففعل، ثمّ أخذها فقرأ منها سطراً واحداً، فانشرح صدره لها، فسأل أخته عن مكان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فخرج خبّاب من مخبأه، ودلّه على مكان النبيّ عليه السلام، فانطلق إليه عمر بن الخطاب، يطرق الباب، فلمّا عرف الصحابة أنّه عمر خافوا ووَجِلوا؛ لأنّه كان شديداً عليهم، فطمأنهم النبي صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ أذن له فدخل، فلم يكد يرى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حتى نطق الشهادتين وأعلن إسلامه. كان إسلام عمر بن الخطاب انفراجاً لضيق المسلمين، وفتحاً لهم، وقد فرحوا بإسلامه فرحاً عظيماً، إذ أمِن المسلمون بعد إسلامه أنْ يُصلّوا في جوار الكعبة، وقد كانوا يخافون قبل ذلك، وقد حسن إسلام عمر رضي الله عنه، وفَاقَ مَن قبله ومَن بعده، حتى امتدحه النبيّ -عليه السلام- في أكثر من موضعٍ، إذ قال فيه مرّةً: (إنّ اللهَ جعل الحقّ على لسانِ عمر وقلبِه)، وقال عنه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كذلك: (قد كانَ يكون في الأمم قبلكم محدّثون، فإن يكن في أمتي منهم أحد فإنّ عمر بن الخطاب منهم)، وإنّ لعمر -رضي الله عنه- توافقٌ مع القرآن الكريم كذلك؛ إذ تعدّدت الكلمات التي قالها عمر، ثمّ نزل القرآن الكريم في نفس لفظه، وذلك مثل سؤاله للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنْ يتخذ من مقام إبراهيم مصلّى، فنزلت الآية الكريمة بعد ذلك: (َاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى)، وفي موضعٍ آخرٍ حين ثارت الغيرة بين نساء النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فحذّرهنّ بطريقة نزلت فيها الآية بعد ذلك، وهي الآية الكريمة: (عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا).

نبذة عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-
هو عمر بن الخطاب بن نوفل بن عبد العزى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، يلتقي نسبه بنسب النبي -صلى الله عليه وسلم- في كعب، أما أمه فهي حنتمة بنت هشام المخزومية، وهي أخت أبي جهل الذي حارب الدعوة الإسلامية، وسعى إلى القضاء عليها في مهدها. بدأت قصة إسلامه بعد أن علم عن إسلام أخته فاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد -رضي الله عنهما-، فذهب إلى بيتها، وكان في البيت سيدنا خباب بن الأرت -رضي الله عنه- يقرأ لهما من صحيفة مكتوبة سورة طه، فحين دخل عمر إلى البيت ضرب زوجها، ولطم أخته على وجهها فسال الدم من وجهها، وحينها أشفق على أخته وحين علم بأمر الصحيفة أخذها وقرأها فشرح الله صدره للإسلام. كان دور سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه محوريًا في جهر المسلمين بالدعوة الإسلامية في مكة، حيث كان في بدايات الدعوة الإسلامية من أشد المعادين للمسلمين، وبعد أن دخل في دين الله تعالى كبّر الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وكبر المسلمون على هذا الخبر العظيم، وبعد إسلامه مباشرة أشار إلى النبي الكريم بالجهر بالدعوة الإسلامية الحقّة، لأن المسلمين على الحق، والمشركين على ضلال، فخرج المسلمون مكبرين جاهرين بالدعوة الإسلامية في وسط مكة.
صفات الشخصية العمرية
عرف عن سيدنا عمر -رضي الله عنه- شجاعته الكبيرة، وكان من الرجال الأشداء المهابين في مكة، وعرف عنه قوته الجسدية، ومهارته في القتال، حيث كان من أهم فرسان مكة، فلا يستطيع أحد يدخل الخوف في قلبه أو يؤثر عليه، وهذا ما دفع النبي الكريم إلى تلقيبه بالفاروق الذي يفرق الله به بين الحق والباطل، وظهرت قوة الشخصية العمرية في هجرته إلى المدينة المنورة، فهو من الصحابة الذين هاجروا جهرًا، دون أن يستطيع أحد من كفار قريش أن يثنيه عن الهجرة، أو يقف في طريقه.

فتوحات عمر بن الخطاب
استطاع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- خلال فترة حكمه أن يُحرر الكثير من المناطق الواقعة تحت سيطرة قريش، والروم، والفرس، حافرًا بذلك اسمه بماء الذهب كأفضل وأشهر القادة في العصر الإسلامي وأكثرهم حنكًة وذكاءً في قيادة المعارك والحروب، حيث توسعت في عصره رقعة الدولة الإسلامية لتشمل كلًا من القدس والتي سيطر عليها المسلمين لأول مرة في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، والعراق، ومصر، وليبيا، والشام، وفارس، وخراسان، وشرق الأناضول، وجنوب أرمينيا، وسجستان، وكامل بلاد فارس، وجزء كبير من أراضي الإمبراطورية البيزنطية، وفيما يلي سيتم استعراض أشهر فتوحات عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-. معركة اليرموك جرت معركة اليرموك في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، بين المسلمين، والبيزنطيين (الروم)، حيث كانت هذه المعارك أولى المعارك التي خطط لها سيدنا عمر -رضيّ الله عنه-، بعد حروب الرِدّة، حيث أرسل جيشًا من المسلمين إلى بلاد الشام قِوامُه الألف المقاتلين، بقيادة كلٍ من الصحابة (شرحبيل بن حسنة، أبو عبيدة عامر بن الجراح، يزيد بن أبي سفيان) -رضيّ الله عنهم-، حيث جرت هذه المعركة على أرض الشام، وأسفرت عن انتصار المسلمين، وسيطرتهم على العراق، وبلاد فارس، وبلاد الشام. معركة القادسية جرت معركة القادسية على أرض العراق بين جيوش المسلمين والفرس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، حيث بدأت مجريات المعركة عندما طلب الفرس من المسلمين أن يخرج عليهم مُقاتل منهم لمبارزته، فطلب الفاروق من إحدى رجال المسلمين أن يخرج لهم، ولم يكن اختيار الخليفة لذلك المُقاتل عشوائيًا، حيث أنه كان معروفًا عند العرب والمسلمين بشدة ذكائه وحنكته في القتال، إضافة إلى عزته وكرامته، حيث دخل على الفرس في زي الفرسان مُتعمدًا حتى يُشعرهم باستخفافه لهم، وبعد انتهاء المبارزة بانتصار المسلمين، طلب الفُرس من المسلمين إمهالهم ثلاث أيام، ومن ثم التحم الجيشين، وخلال المعركة شبّت ريحٌ بأمر من الله -سبحانه وتعالى- على صفوف جيش الفرس أضعفتهم قوتهم، وانتهت المعركة بانتصار المسلمين وفتح بلاد العراق. فتح مصر كانت مصر في فترة حكم الخليفة عمر تحت حكم الرومان، وكانت الديانة المسيحية هي الديانة الرسمية في البلاد، ونظرًا لإساءة معاملة الروم مع الشعب المصري، أمر الخليفة الفاروق الصحابي الجليل عمرو بن العاص -رضي الله عنه- بالتوجه من الشام إلى مصر فاتحًا، حيث استطاع عمرو بن العاص -رضي الله عنه- ومن معه من فتح مصر دون قتال من جهة العريش، ومن ثم أكملوا مسيرتهم إلى أن وصلوا إلى الفارما التي حاصروها لمدة خمسة وأربعون يوم ومن ثم تمكنوا من فتحها، ومن ثم أكملوا فتوحاتهم حتى وصلوا بلبيس، وبدأ جيش المسلمين بالتوسع داخل مصر، حتى استطاعوا تحريرها بالكامل، وأصبحت تحت سيطرة الدولة الإسلامية.


استشهاده
روت أمّ المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- أنّ أباها عمر بن الخطاب كان يسأل الله -تعالى- الشهادة في سبيله في بلد رسوله عليه السلام، ولقد أجاب الله -تعالى- دعوته؛ فقد خرج يوماً على المنبر يخاطب المؤمنين يقول لهم: (إنّي رأيتُ رؤيا كأنّ ديكاً نَقرَني نَقرتين، ولا أرى ذلكَ إلا لِحُضور أجلي)،ولقد أخبر عمر أسماء بنت عُميس برؤياه، فأوّلت ذلك بأنْ يقتله واحدٌ من العجم، فكان كذلك؛ ففي صلاة الفجر في يومٍ كان يسوّي الفاروق الصفوف ثمّ كبّر للصلاة، فما إنْ كبّر حتى صاح: (قَتلَني الكلب)، إذ تلقّى طعناتٍ من مجوسيّ يُقال له (فيروز)، ثمّ هرب هذا المجوسيّ يقتل من يمرّ عليه من الناس فقتل سبعةً آخرين، فأقبل إليه رجلٌ من المسلمين ألقى عليه بُرنساً ولفّه به، فلمّا أيقن المجوسيّ أنّه قد أُلقي القبض عليه نحر نفسه فمات من فوره، وبقي عمر -رضي الله عنه- ينزف دماً بضع ساعاتٍ، أرسل فيها إلى أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- يستأذنها أنْ يُدفن بجوار صاحبيه رسول الله وأبي بكرٍ فأذنت له، ثمّ فارق الفاروق الحياة -رضي الله عنه- بعدها، ودُفن كما سأل الله تعالى، بمدينة صاحبه صلّى الله عليه وسلّم.


أبوبكر الصديق

0
أبوبكر الصديق
أبو بَكر الصّدِّيق عبد الله بن أبي قُحافة التَّيمي القُرَشيّ هو أولُ الخُلفاء الراشدين، وأحد العشرة المُبشرين بالجنَّة، وهو وزيرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم   وصاحبهُ، ورفيقهُ عند هجرته إلى المدينة المنورة.

مولد ونشأة أبوبكر 
وُلد أبو بكر الصديق في مكة المكرمة عام خمسمئة وثلاث وسبعين للميلاد بعد مولد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بثلاث سنوات، وقد كان من أشراف مكة في الجاهلية، وكان محبوباً من الناس، ومعروفاً بصدقه بينهم، وكان عالماً بالأنساب وأخبار العرب، ولم يُعب أبداً في نسب أحد من العرب على خلاف غيره، وكان الصديق تاجراً، فقد ارتحل من أجل التجارة بين البلدان، وقيل إنّه حرّم الخمر على نفسه أيام الجاهلية كما لم يسجد لصنم في حياته.


أسلام أبو بكر الصديق 
كان أبو بكر الصديق كثير السفر والتنقل بين البلدان بحكم عمله كتاجر، وكان غير مُقتنع بعبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع بشيء، وكان دائم التفكر في هذا الكون الفسيح، وكثير التساؤلات حول جماله، وابداع خلقه، وكانت علاقة أبي بكر بالنبي قوية، وكان يُصدقه بجميع قوله، فعندما بُعث النبي دخل أبو بكر في دين الإسلام دون تردد أو خوف، وكان أول من آمن من الرجال، وقد فرح النبي فرحاً كبيراً لإسلام صاحبه.

القاب أبوبكر الصديق
العتيق: هو لقب أطلقه عليه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ويستدلُّ على ذلك بقول عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّ أبا بكرٍ رضي الله عنه دخل على رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فقال (أنت عتيقُ اللهِ من النارِ)، فيومئذٍ سُمِّي عتيقاً. 

الصدَّيق: هو لقب أُطلقَ عليه لتصديقه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وقد تمّ الإجماع على مسمى الصدّيق، ولازمته صفة الصدق، ويستدلُّ على هذا اللقب بقول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: (لما أُسرِيَ بالنبيِّ إلى المسجدِ الأقْصى، أصبح يتحدَّثُ الناسُ بذلك، فارتدَّ ناسٌ ممّن كانوا آمنوا به، وصدَّقوه، وسَعَوْا بذلك إلى أبي بكرٍ، فقالوا: هل لكَ إلى صاحبِك يزعم أنّه أُسرِيَ به الليلةَ إلى بيتِ المقدسِ؟ قال: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن كان قال ذلك لقد صدَقَ، قالوا: أو تُصَدِّقُه أنّه ذهب الليلةَ إلى بيتِ المقدسِ وجاء قبل أن يُصبِحَ؟ قال: نعم إنّي لَأُصَدِّقُه فيما هو أبعدُ من ذلك، أُصَدِّقُه بخبرِ السماءِ في غُدُوِّه أو رَوْحِه، فلذلك سُمِّي أبو بكٍر الصِّديقَ).

الصاحب: هو لقب لقبه به الله تعالى في القرآن الكريم، قال الله تعالى: (إِلّا تَنصُروهُ فَقَد نَصَرَهُ اللَّـهُ إِذ أَخرَجَهُ الَّذينَ كَفَروا ثانِيَ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِ إِذ يَقولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنَّ اللَّـهَ مَعَنا..). صدق الله العظيم.

لأتقى: لُقب بذلك في القرآن الكريم أيضاً، حيث كان أبو بكر يشتري العبيد المسلمين ثمّ يعتقهم.
 الأواه: لقب بذلك لكثرة خشيته من الله عز وجل.

خلافتة رضي الله عنة 
تولّى الصحابيُّ الجليل أبو بكر الصديق الخلافةَ بعد وفاةِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد كان أبو بكر الصديق أحقَّ الناس بالخلافة بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذلك في مذهب أهل السنة والجماعة وما أجمع عليه معظم الصحابة بعد وفاة رسول الله، وهناكَ الكثير من الأدلّة التي تشير إلى أحقيَّة أبو بكر الصديق بالخلافة، فقد ورد في الحديث الصحيح عن محمَّدِ بنِ جبَيرِ بن مطعِمٍ عن أبيهِ قالَ: "أتتْ امرأَةٌ النبِيَّ -صلَّى اللَّه عَليهِ وسلَّم- فأمرَهَا أَن تَرجعَ إلَيهِ، قَالت: أرأَيتَ إنْ جئتُ ولَمْ أجدكَ، كأَنَّها تقُول المَوتَ، قَال -صَلَّى اللَّهُ عَليه وَسَلَّم- إنْ لمْ تَجدينِي فأْتِي أَبا بَكر" ، وقد ورد عن ابن مسعود أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "اقتَدوا باللَّذَيْن مِن بَعدي مِن أصحَابي أبي بَكرٍ وعمرَ" ، وممّا يدلُّ أيضًا على أحقيَّة أبي بكر الصديق بالخلافة أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- عينَّه ليصلِّي بالناس إمامًا في الصلاة ولم يرضَ بغيره لتلك المهمة وفي ذلك إشارة منه لأحقيَّة أبي بكر بالمَهمّة الأكبر والأصعب وهي خلافة المسلمين، والله تعالى أعلم.
وفاتة رضي الله عنة 
استمرَّتْ فترة خلافة أبي بكر الصديق في المسلمين قرابة سنتين وثلاثة أشهر تقريبًا، ففي شهر جمادى الآخرة من السنة الثالثة عشرة للهجرة مرض أبو بكر الصديق مرضَ الموت بعد فترةٍ وجيزةٍ من استلامه للخلافة، وقد وردَت في أسباب وفاة أبي بكر الصديق العديد من الروايات واختلف أصحاب السيرة في سبب وفاته -رضي الله عنه-، ومنهم من قال أنَّ السمَّ هو سبب وفاة أبي بكر الصديق وقد وردَ ذلك في كتاب "الرياض النضرة" للمحب الطبري وكتاب "الإصابة" للحافظ ابن حجر وغيرهم.  وروى ابن شهاب أنَّ الخليفة أبا بكر الصديق والطبيب المعروف الحارث بن كلدة قد أكلا شيئًا كان قد أهديَ إليهما، لكنَّ الحارث انتبه لذلك، فقال لأبي بكر الصديق: "ارفع يدكَ يا خليفةَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والله إنَّ فيها لسمُّ سنةٍ، وأنا وأنتَ نموتُ في يومٍ واحد، فرفعَ يده، فلم يزالا عليلين حتى ماتا في يومٍ واحدٍ عند انقضاء السنة"، وأخرجَ الحاكم وسيف عن ابن عمر أنَّه قال: "كان سببَ موتِ أبي بكر وفاةُ رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلم- كمد مازال جسده يضوي حتى مات" أي منذُ وفاة رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- أصابَ أبو بكر الصديق كمدٌ وضيقٌ ومازال جسمه ينقصُ ويضعفُ حتى مات وكان ذلك من أسباب وفاة أبي بكر الصديق كما وردَ عن ابن عمر -رضي الله عنه-. وعندما مرضَ أبو بكر الصديق واشتدَّ عليه المرض كثيرًا جمع الناس إليه ثمَّ قال لهم: "إنَّه قد نزلَ بي ما قد ترون، ولا أظنُّني إلا ميتًا لما بي، وقد أطلق الله أيمانكم من بيعتي وحلَّ عنكم عقدتي، وردَّ عليكم أمركم، فأمِّروا عليكم من أحببتم، فإنَّكم إن أمَّرتم في حياةٍ مني كان أجدر أن لا تختلفوا بعدي"، فتشاور صحابة رسول الله فيما بينهم، ثمَّ رجعُوا إلى أبي بكرٍ الصديق فقالوا: "رأيُنا يا خليفة رسول الله رأيُك"، فقال: "فأمهلونِي حتَّى أنظر لله ولدينه ولعباده"، ثمَّ وقع اختياره بعد أن استشار بعضََّ الصحابة على سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وكتبَ عهدًا مكتوبًا يُقرأُ على النَّاس في ذلك. وقد أخرج الحاكم والواقدي عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان أوَّل بدء مرض أبي بكر أنَّه اغتسلَ يوم الإثنين لسبعٍٍ خلونَ من جمادى الآخرة، وكان يومًا باردًا، فحمَّ خمسة عشر يومًا لا يخرج إلى الصلاة، وتوفي ليلة الثلاثاء لثمانٍ بقينَ من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة، وله ثلاث وستون سنة"، وقبل وفاة أبي بكر الصديق استمرَّ مرضُه في الحمَّى التي أصابته خمسة عشر يومًا، إلى أن وافته المنيَّة يوم الإثنين ليلةَ الثلاثاء الموافق للثاني والعشرين من شهر جمادى الآخرة في العام 13 للهجرة وعمره فيذلك الوقت ثلاث وستون سنة -رضي الله عنه-.