غزوة تبوك | النور للمعلومات

غزوة تبوك

0
غزوة تبوك 
غزوة تبوك هي إحدى الغزوات التي حدثت في عهد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وقعت في شهر رجب في السنة التاسعة للهجرة، بعد فتح مكّة، وهي آخر غزوة شارك فيها عليه الصلاة والسلام، ولهذه الغزوة مكانة عظيمة في التاريخ الإسلامي، لأنّ المسلمين فيها استطاعوا إثبات قوّتهم أمام العالم أجمع.

سبب الغزوة 
قبلَ المرور على سبب غزوة تبوك ونتائجها لا بدَّ من ذكر بعض المقدّمات عن غزوة تبوك، فقد كانت الغزوة بين الروم والمسلمين بعد أن انتهى المسلمون من فتح مكة وحصار الطائف وسيطروا على معظم الجزيرة العربية، وقد ذكر الله بعض أحداثها في سورة التوبة وحثَّ المسلمين على الخروج في سبيل الله تعالى في غزوة تبوك، ووجَّه عتابًا قاسيًا على الذين تخلَّفوا عنها، وبما أنَّها وقعت في ظروف قاسية على المسلمين، فقد حثَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أيضًا على التبرع لتجهيز الجيش المسلمين أو جيش العسرة كما سمَّاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من جهَّزَ جيشَ العُسرة فله الجنَّة" ، أمَّا عن سبب غزوة تبوك فسيتمُّ ذكر أهمِّ أسباب غزوة تبوك فيما يأتي: اتِّخاذ الروم قرارًا بإنهاء وجود الدولة الإسلامية. وصول خبر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن طريق الأنباط مفاده أنَّ الروم وحلفاءهم من عرب شمال الجزيرة يتجهزون لمهاجمة المسلمين قبل أن يشكلوا خطرًا على الروم وهو سبب غزوة تبوك الرئيس. مهاجمة الروم وحلفائهم قبل أن يهاجموا المسلمين في ديارهم. الاستجابة لأوامر الله تعالى بقتال أهل الكتاب وفريضة الجهاد التي فرضها الله على المسلمين، وكان الروم أقرب المجاورين للمسلمين، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} . دعوة الناس كافَّة إلى الدخول في الإسلام ونشر الإسلام في كل مكان، وكان الروم أقرب الناس المجاورين للدولة الإسلامية.

أهداف الغزوة 
حدثت غزوة تبوك لتحقيق عدّة أهداف مهمّة، وتحقيق هذه الأهداف جاءت كنتيجة مباشرة لأسباب خوض هذه الغزوة في الوقت الحاسم الذي حدثت فيه، ومن أهم أهداف غزوة تبوك ما يأتي: إضعاف قوّة الروم، خصوصًا بعد وصول أخبار للرسول -عليه الصلاة والسلام- أن الروم ومن معهم من العرب النصارى قد أعدوا العُدّة لغزو المدينة المنورة. بَثّ روح الجهاد في نفوس المسلمين، والشد من عزيمتهم. تمييز المسلمين الصادقين من المنافقين الكاذبين.

أحداث الغزوة
دعا الرسول -عليه الصلاة والسلام- إلى النفير العامّ، وأمر المسلمين بالاستعداد لمعركة عظيمة مع الروم، خصوصًا أن الروم كانوا يمثلون قوّة عظمى في تلك الأيام، وكان جيشهم أقوى جيوش الأرض في تلك الفترة، فخرج الرسول -عليه الصلاة والسلام- مع المسلمين والصحابة حتى وصلوا إلى منطقة تبوك، وأثناء تجهّز المسلمين للمعركة، حاول المنافقون إضعاف عزيمة المسلمين وثنيهم عن الخروج، لكن المسلمين لم يتوانوا عن بذل المال والنفس، خصوصًا: أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان والعباس بن عبد المطلب وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله -رضي الله عنهم- جميعًا، كما أنّ نساء المسلمين أنفقن ما يملكن من حلي ومجوهرات لتجهيز الجيش، وكان عدد جيش المسلمين ثلاثين ألف مقاتل، وعند وصول جيش المسلمين إلى تبوك، لم يجدوا أحدًا من الروم أو من النصارى العرب، فثبت الرسول -عليه الصلاة والسلام- حكم الإسلام في تبوك، وأرسل خالد بن الوليد -رضي الله عنه- على رأس سرية إلى دومة الجندل، فوقع ملكها في الأسر وحملوه إلى تبوك، فصالح على الجزية، وقد لبث جيش المسلمين في تبوك بضعة عشرة ليلة، ولم يأتِ اي أحد من الأعداء. 

نتائج غزوة تبوك
نتج عن غزوة تبوك العديد من النتائج التي شكّلت علامة فارقة في تاريخ المسلمين، خصوصًا أن الله تعالى أنزل في سورة التوبة آيات تتحدث عن غزوة تبوك ونتائجها التي شكّلت أحداثًا مفصلية في الإسلام، كما أن غزوة تبوك كشفت الكثير من الحقائق والأشخاص، وأفرزت عددًا من الأحداث الهامة، وهي كما يأتي:  هدم النبي -عليه الصلاة والسلام- لمسجد الضرار الذي قام المنافقون ببنائه بهدف التآمر على المسلمين، لكنّ الله تعالى كشف نواياهم  وأسباب بنائهم لهذا المسجد، وأنزل فيهم آيات في القرآن الكريم. قعود ثلاثة من صحابة رسول الله -عليه الصلاة والسلام- عن الذهاب للجهاد في غزوة تبوك دون أن يكون لهم عذر في هذا، فأمر الرسول -عليه الصلاة والسلام- المسلمين بمقاطعتهم، فقاطعوهم خمسين ليلة، حتى أنزل الله تعالى آيات من القرآن الكريم لمسامحتهم والصفح عنهم، وذلك في سورة التوبة. كشف المنافقين المكذبين الذين لم يخرجوا للجهاد مع جيش المسلمين، وتعذروا بأعذار كاذبة لا أساس لها من الصحة، ففضحهم الله تعالى ورسوله وظهرت حقيقتهم. تحقيق العزّة للمسلمين، وتخويف اعدائهم وبث الرعب في نفوسهم، وإعلاء راية الإسلام وتثبيته في مناطق بعيدة عن المدينة المنورة مثل منطقة تبوك، بالإضافة إلى إحقاق الجزية على أعداء المسلمين في تلك المنطقة.












لا يوجد تعليقات

أضف تعليق