مدينة فاس | النور للمعلومات

مدينة فاس

0
مدينة فاس 
تعتبر مدينة فاس إحدى أكبر مدن المملكة المغربية التي تقع في أقصى غرب الوطن العربي، حيث تعد هذه المدينة ثاني أكبر مدينة تقع داخل حدود المملكة المغربية من ناحية السكان فإن أخذنا المدينة نفسها فيبلغ عدد سكانها حوالي مليون وتسعمئة ألف نسمة، أما إن حسبنا عدد سكان هذه المدينة بالإضافة إلى عدد سكان المناطق التي تجاورها فإن عدد سكانها يكون قد وصل إلى ما يقارب المليونين تقريباً وربما أكثر وهذه الأرقام تعود إلى إحصائيات العام 2010 ميلادية، وهي مدينة تم تأسيسها في العام 172 من الهجرة النبوية الشريفة ( العام 789 ميلادية ) على يد المولى إدريس الأول والذي أسس الدولة الإدريسية، وقد سميت هذه المدينة بهذا الاسم بسبب أن مؤسسها المولى إدريس الأول عندما قدم إليها لأول مرة وأراد هو ومن معه أن يؤسسوا دولة في هذه المدينة ضرب ضربة في الفأس وهي اول ضربة ضربت على هذه الأرض إيذاناً ببدء أعمال بناء المدينة، ومن هنا جاءت التسمية أي بسبب ضربة الفأس الأولى على أرض هذه المدينة. تقسم مدينة فاس إلى ثلاثة أقسام رئيسية القسم الأول وهو المدينة الجديدة وتدعى بفاس الجديدة أما القسم الثاني فهو فاس القديمة وتدعى بفاس البالي وأخيراً القسم الحديث الذي أضافة الفرنسيون عندما احتلوا دول ومدن المغرب العربي في العصر الحديث. تقع هذه المدينة على مساحة تقدر بحوالي 500 كيلو متراً مربعاً في حين يبلغ ارتفاعها عن مستوى سطح البحر ما يقترب من 400 متر تقريباً.

تاريخ مدينة فاس 
كما قلنا يعود الفضل في تأسيس هذه المدينة العريقة إلى إدريس الأول ( إدريس بن عبدالله ) في العام 789 ميلادية، حيث اختار موقع هذه المدينة ليكون قريباً من نهر فاس وتحديداً على ضفته اليمنى، وبعد أن انتهى الأدارسة من تأسيس هذه المدينة، بدأت العائلات القروية بالتوافد على هذه المدينة، حيث أسس القرويون أو أحياء في هذه المدينة واسمه حي عدوة القرويين، بالإضافة إلى القرويين توافد العديد من الناس مثل الأندلسيين والذين أسسوا حياً عرف باسم عدوة الأندلسيين واليهود الذين أسسوا حياً عرف باسم حي الملاح. وبعد انقضاء أجل المؤسس إدريس الأول، قام إدريس الثاني وهو ابن إدريس الأول بتأسيس مدينة أخرى، حيث أنه اختار لها موقعاً وهو على الضفة اليسرى من نهر فاس، لأنه وكما قلنا فقد كانت الضفة اليمنى لمدينة فاس التي أسسها إدريس الأول. عندما دخل يوسف بن تاشفين ودولة المرابطين إلى فاس أمر هذا القائد العظيم بتوحيد هذه المدينة ولم شرقها شمل يمين الضفة بشمالها، حتى أصبحت هذه المدينة قاعدة الدولة الحربية في الشمال المغربي، هذا عدا عن كونها أحد اهم المراكز العلمية والأدبية في المنطقة فقد ضمت هذه المدينة جامعة القرويين التي تم تأسيسها في العام 859 ميلادية، والتي كان الطلاب يقصدونها لينهلوا من معين علومها الذي لا ينضب من جميع أنحاء العالم. تاريخياً أيضاً كانت مدينة فاس من أحد أهم محاور الصراع بين الأمويين الأندلسيين والفاطميين في توني وليبيا ومصر، وقد بقيت هذه المدينة تحت الحكم الأموي الأندلسي لمدة تعدت الثلاثون عاماً، وعند زوال نفوذ الامويين الأندلسيين حكم هذه المدينة أمراء زناتة، إلى أن استولت عليها دولة المرابطين ثم بعد ذلك أخذتها دولة الموحدين ثم وبعد ذلك أخذها بنو مرين والذين في عهدهم تم بناء فاس الجديدة. في العام 1649 ميلادية صارت فات مركزاً لدولة العلويين المغربية. حديثاُ وفي العام 1912 ميلادية أصبحت فاس عاصمة المملكة المغربية الحديثة ثم بعد ذلك تحويل العاصمة إلى الرباط المغربية ومنذ ذلك الحين هجر السكان هذه المدينة وخاصة اليهود مما أثر وبشكل كبير على هذه المدينة وخاصة من النواحي الاقتصادية للمدينة.

أبرز معالم مدينة فاس 
جامع القرويين (مسجد القرويين) وقد سمي هذا الجامع نسبة إلى القيروان، والقيروان هي مدينة فاطمة الفهرية. تم بناء هذا المسجد عام 245 هـ الموافق 859 م. تم بناء هذا المسجد بأمر من فاطمة بنت محمد الفهري التي قامت بتكريس كل ما ورثته في سبيل بناء هذا المسجد. بعدها كان أهل المدينة وحكامها يعملون على توسعة المسجد وترميمه بالإضافة إلى القيام بشؤونه والاهتمام به. يتسع هذا المسجد لنحو عشرين ألف مصلي فيه. يضمن مسجد القرويين مكتبة، وتعد هذه المكتبة من أقدم المكتبات الموجودة في العالم. مسجد الأندلس يعتبر هذا المسجد من أقدم المساجد الموجودة في المغرب. ويعود بناء هذا المسجد إلى الدولة الإدريسية. تعتبر مريم الفهرية ( أخت فاطمة الفهرية) هي من قامت بتشييد هذا المسجد وكان ذلك عام 860 ميلادية. ويقع هذا المسجد قريبا من مجموعة من الآثار التاريخية، مما يمنحه المزيد من الاهتمام. مدرسة العطارين تقع هذه المدرسة شمال جامع القرويين وذلك في مدينة فاس. وتعتبر هذه المدرسة من أجمل المدارس المغربية بالرغم من أن مساحتها صغيرة مقارنة بالمدارس الأخرى. وتتميز هذه المدرسة بوجود زخارف بديعة وجميلة،  وهذا ما جعلها تحفة عمرانية نادرة الوجود. وقد تم تشييدها وبناؤها عام 123م وكان ذلك بأمر من السلطان المريني أبو سعيد عثمان، حيث أن هذا السلطان أشرف بنفسه على تأسيس مدرسة العطارين في البداية. أما فيما يخص بناء المدرسة فهي تتألف من صحن مكشوف يحتوي على حوض ماء، وهذا الصحن محاط بقاعة للصلاة، وهذه القاعة مربعة الشكل. بالإضافة إلى أنه محاط بصالات معدة لاستقبال الطلاب والمدرسين. والصحن المكشوف مزخرف بطريقة متقنة، وتشمل جميع التقنيات التي كان يعتمد عليها الفنانين في المغرب عند تزيين الصحون. حيث أنهم اعتمدوا على الفسيفساء والحجر والخشب وغيرها من المواد المختلفة والمتعددة في التزيين والزخرفة.


الزراعة في مدينة فاس
تكثر في فاس أشجار البلوط الموجودة في الغابات بالقرب من المدينة، وأيضاً الأرز، ونجد أنّ أكثر الأخشاب ذات الجودة العالية تستخرج من هذه الغابات، وأراضيها في المجمل صالحة لكلّ الزراعات، حيث نجد زراعة الحبوب بكل أصنافها، إضافة إلى الكروم، وأشجار الزيتون، والعديد من الأشجار الثمريّة والفاكهة، كالبرتقال والرمّان وأيضاً أشجار التين.

جغرافية مدينة فاس
تُعد مدينة فاس من المُدن الساحرة بالنسبة لِزوارها، فهي مدينة قديمة ومُحاطة بالتلال والغابات، الأمر الذي جعلها من أجمل الأماكن في المنطقة هناك، كما إنها تتمتع بالعمارة المغربية الأصيلة التي لم يمسها أي تدخُل معماري حديث، بالإضافة إلى الشوارع الضيقة تتميز المدينة بِفن الفسيفساء والمداخل المُقوّسة والأعمال الحديدية الجميلة، كما أنها تتمتع بإرث تاريخي غني، حيث إنه يُمكن زيارة الآثار الرومانية التي تعود للعصور الوسطى، بالإضافة إلى أنقاض إمبراطورية تعود للقرن الثالث.



لا يوجد تعليقات

أضف تعليق