في مجمع الرافدين ، وموطن النخيل والانهار والضفاف ؛ حيث تمتد الجسور والحدائق على جنبات دجلة ، تقع المدينة المدورة .
انها مدينة بغداد القديمة ، أزهى مدن الزمان ودار الخلافة العباسية ، وعاصمة العراق
في الوقت الحاضر، حيث كان العراق قبل الاسلام موئلاً للعديد من الحضارات
المتلاحقة ، أخذت منها بغداد نصيبها الوافر، ثم أصبحت في ظل الحضارة الاسلامية غرة البلدان العربية والاسلامية خلال عصورها الزاهية.
فبعد ان آلت الخلافة لابي جعقر المنصورِ _ الخليفة العباسي الثاني_ في عام 132ه ، الموافق 754م ‘ راى أن يبتعد بحضارة خلافته عن مدينة الهاشمية العاصمة الأولى ؛ ليأمن مما قد ينشب حولها من ثورات ، فأرسل حصينة، تكون عاصمة للخلافة ، ومقراً لتسييرالجيوش الإسلامية المنطلقة لحماية الحدود، ونشرالإسلام ، فختاروله بغداد.
يتوفر في هذه المدينة من التحصينات النهرية التي تروي أراضيها، وتوسطها بين
النواحي المتخمة لها من جميع الجهات، والتي تحمل اليها اصناف التجارة ونفائس المصنوعات.
لقد كان بناء بغداد، نقطة تحول في تاريخ الحضارة والعمارة الإسلامية وتخطيط
المدن، فقد اتبع في بنائها نظام مختلف عن بقية المدن تميزبأسلوب هندسي فريد في توزيع مبانيها، وفي تحصيناتها؛ حيث كان يستديرمن حولها خندق كبيرأجري فيه الماء من النهر، وبني بعده من حول المدينة حلقات دائرية من الأسوار العريضة الشاهقة، وكل سورمنها كان في داخل الآخر؛ حيث يحيط السورالداخلي الأول بساحة كبيرة تتوسط المدينة، بني في مركزها قصرالخليفة ومسجده، وبناءان آخران للشرطة والحرس، ون خلف سور هذه الساحة اقيمت قصور الأمراء ورجال الدولة، ودواوين الخلافة على خط دائري، ثم تتابعة حلقات هذه الاسواربعد ذالك؛ لتحصرفيما بينها الأحياء السكنسة والأسواق.
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق